عند تصريف الفعل المضارع فإنه يتم إضافة نوعين من الزوائد، في أول الفعل وفي آخر الفعل. فأما الزوائد التي تضاف في أول الفعل فهي أحرف المضارعة وهي: الهمزة (المتكلم) والنّون (المتكلمون) والتّاء (للمخاطب المفرد والجمع بنوعيه وكذلك للغائبة) والياء (للغائب المفرد والجمع)، وعند تسكين أحد حروف المضارعة يتم إضافة همزة مكسورة في أول الفعل وقد تناولنا ذلك بالتفصيل في فصل سابق. أما الزوائد التي تضاف في آخر الفعل فهي ضمائر الرفع المتصلة، وتستخدم اللهجات في البحرين ضميرين فقط من الضمائر المتصلة هي (ين) للمخاطبة و(ون) للمخاطبين والغائبين بنوعيهما المذكر والمؤنث. وتتشابه لهجة العرب واللهجة البحرانية في الضمائر المتصلة أي نهايات الأفعال، لكنهما تختلفان في الزوائد التي تضاف في أول الفعل. ويمكننا تلخيص هذه الفروقات كالتالي:
- حركة أحرف المضارعة (الفتح أو الكسر أو الضم).
- تصريف الفعل الثلاثي الصحيح (فقط للمخاطبة والمخاطبين).
- تصريف الفعل الثلاثي الصحيح الذي يبدأ بأحد حروف الحلق.
- تصريف الفعل الثلاثي الصحيح المهموز.
فيما عدا ذلك فهناك نموذجان مشتركان لتصريف الفعل المضارع بين اللهجة البحرانية ولهجة العرب، النموذج الأول خاص بالأفعال التي لا تسكّن أحرف مضارعتها، مثل «تزوج»، حيث يصبح: للمتكلم والمتكلمة (أتزوج)، وللمتكلمين (نتزوج)، للمخاطب (يتزوج)، للمخاطبة (تتزوجين)، وللمخاطبين (تتزوجون)، وللغائب (يتزوج)، وللغائبة (تتزوج)، وللغائبين (يتزوجون). أما النموذج الثاني فهو خاص بالأفعال التي تسكن أحرف مضارعتها وهي الثلاثي المضعف مثل عضَّ إيْعض والأجوف مثل صام إيْصوم والمزيد على وزن فَعَّل مثل عرَّس إيْعرِّس ووزن فاعَل مثل خالف إِيْخَالِف والرباعي المجرد على وزن فَعلَلَ مثل غَربَل إيْغَربِل، فهذه الأفعال تتبع نموذج واحد (باستثناء المتكلم) وهو إضافة همزة مكسورة في أوله ويسكن حرف المضارعة وتضاف له الضمائر المتصلة وفي المزيد تكسر عين الفعل وفي الرباعي تكسر لامه الأولى، على سبيل المثال الفعل «صام» يصبح: للمتكلم والمتكلمة (أصوم)، وللمتكلمين (أنْصوم)، للمخاطب (إتْصوم)، للمخاطبة (إتْصومين)، وللمخاطبين (إتْصومون)، وللغائب (إيْصوم)، وللغائبة (إتْصوم)، وللغائبين (إيْصومون). أما النماذج التي فيها خلاف والتي لخصناها سابقاً فيمكن تفصيلها كالتالي:
حركة أحرف المضارعة
تحافظ اللهجة البحرانية على حركتين فقط لأحرف المضارعة وهي «الكسر» و «السكون»، بينما في لهجة العرب هناك أربع حركات لأحرف المضارعة فبالإضافة للكسر والسكون فقد تفتح أحرف المضارعة أو تضم في حالات معينة؛ حيث يفتح حرف المضارعة لما كان مضارعه على وزن يفعُل أو يفعِل (مثل: يَرْطِن، يَنْطُر)، ويكسر لما كان مضارعه على وزن يفعَل (مثل: يِلعَب، يِبلَع) (مبخوت 1993، ص 121). وكذلك يفتح حرف المضارعة في أفعال معتلة معينة مثل اللفيف والناقص؛ حيث تتميز لهجة العرب بوجود صيغتين للأفعال المضارعة الناقصة وهي يَفْع بالفتح وحذف حرف العلة، مثل: يَطوِ (يَطوي) ويَصفَ (يَصفو). والصيغة الأخرى هي يِفْع بالكسر وحذف حرف العلة، مثل يِبْقَ (يَبقى) و يِرْعَ (يرعى) (مبخوت 1993، ص 125)، أما في اللهجة البحرانية فلا توجد إلا صيغة واحدة وهي صيغة يِفْع بالكسر. ويضم حرف المضارعة في لهجة العرب للفعل المثال الواوي (مثل: وقف، وزن، وصل) فيقال فيها (يُوْقف، يُوْزن، يُوْصل)، بينما في اللهجة البحرانية يكون فيها حرف المضارعة بالكسر (يِوقف، يِوزن، يِوصل). ويلاحظ أن كلا اللهجتين متفقتان في الإبقاء على حرف الواو بينما في الفصحى يحذف (يَقف، يَزن، يَصل). ويذكر هنا هو أياً كانت حركة حرف المضارعة فإنه يطبق عليه أحد نماذج التصريف إما النماذج المشتركة أو النماذج التي سنذكرها فيما يلي:
تصريف الفعل الثلاثي الصحيح
يختلف تصريف الفعل الثلاثي المجرد الصحيح بين اللهجة البحرانية ولهجة العرب، فلو أخذنا الفعل فهم، فإن تصريفه في المضارع في لهجة العرب يصبح: للمتكلم والمتكلمة (أفهم)، وللمتكلمين (نِفهم)، للمخاطب (تِفهم)، للمخاطبة (إتفهمين)، وللمخاطبين (إتفِهمون)، وللغائب (يِفهم)، للغائبة (تِفهم)، وللغائبين (إيفِهمون). لاحظ إضافة همزة مكسورة في أول الفعل للمخاطبة والمخاطبين، أما في اللهجة البحرانية فلا تضاف هذه الهمزة، في الغالب، فيصبح تصريفه: للمتكلم والمتكلمة (أفهم)، وللمتكلمين (نِفهم)، للمخاطب (تِفهم)، للمخاطبة (تِفهمين)، وللمخاطبين (تِفهمون)، وللغائب (يفهم)، وللغائبة (تِفهم)، وللغائبين (يِفهمون).
مع حروف الحلق
تخضع الأفعال الثلاثية الصحيحة التي تبدأ بأحد حروف الحلق (وهي: هـ ــ ع ــ ح ـ غ ـ خ) في لهجة العرب لقاعدة واحدة في التصريف؛ حيث يسكن حرف المضارعة وتكسر عين الفعل ويتم إضافة همزة مكسورة في أول الفعل (باستثناء للمتكلم والمتكلمة) وبذلك يكون الفعل المضارع على وزن إيْفَعِل (مثل حَلم إيْحَلِم وعَرف إيْعَرف) (مبخوت 1993، ص 122)، وعادة ما يكتب الفعل بصيغة يْفَعِل (جونستون 1983، ص 125) إلا أنه ينطق بالهمزة. وعليه يصبح تصريف الفعل: للمتكلم والمتكلمة (أحَلِم)، وللمتكلمين (إنْحَلِم)، للمخاطب (إتْحَلِم)، للمخاطبة (إتْحَلِمين)، وللمخاطبين (إتْحَلمون)، وللغائب (إيْحَلِم)، وللغائبة (إتْحَلِم)، وللغائبين (إيْحَلمون).
أما في اللهجة البحرانية فلا يوجد تأثير ونتائج لحروف الحلق ويصرف الفعل كالنموذج السابق للفعل الثلاثي، ما عدا في لهجة بعض المناطق وبالتحديد «رأس رمان» و «الجفير» حيث تصرف الأفعال الثلاثية الصحيحة التي تبدأ بأحد حروف الحلق تماماً كما في لهجة العرب.
الفعل الثلاثي الصحيح المهموز
في لهجة العرب يوجد نموذج واحد لتصريف الفعل الثلاثي المهموز؛ حيث يكسر فيه حرف المضارعة وتسهل الهمزة (مثل: أكل ياكل، أخذ ياخذ، أمر يامر)، وتصبح صور الفعل كالتالي: للمتكلم والمتكلمة (آكل)، وللمتكلمين (ناكل)، للمخاطب (تاكل)، للمخاطبة (تاكلين)، وللمخاطبين (تاكلون)، وللغائب (ياكل)، وللغائبة (تاكل)، وللغائبين (ياكلون). أما في اللهجة البحرانية فيوجد نموذجان لتصريف هذه الأنواع من الأفعال، الأول خاص بالفعلين (أكل وأخذ) حيث يعاملان تماماً كما في لهجة العرب، أما الثاني فهو خاص ببقية الأفعال من هذا النوع مثل (أمر، أمن، أسر) حيث يتم فيها الإبقاء على الهمزة فتصبح صورها: للمتكلم والمتكلمة (آمر)، وللمتكلمين (نأمر)، للمخاطب (تأمر)، للمخاطبة (تأمرين)، وللمخاطبين (تأمرون)، وللغائب (يأمر)، وللغائبة (تأمر)، وللغائبين (يأمرون).
إثبات النون للأفعال الخمسة مطلقاً
الأفعال الخمسة هي أفعال مضارعة أسند لها ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطبة، وتُعرب هذه الأفعال بالحروف والتي تُسمى الحركات غير الأصلية أو الفرعية؛ حيث ترفع بثبوت النون وتنصب وتجزم بحذفها. أما في اللهجات في البحرين فهناك ثلاثة أفعال (لا خمسة) وهي المسندة إلى ياء المخاطبة (مثل تفهمين أو إتفهمين) و واو الجماعة للمخاطبين والغائبين (مثل تفهمون أو إتفهمون ويفهمون أو إيفهمون). وهذه الأفعال الثلاثة تأتي دائماً بإثبات النون، فيقال إنتين تفهمين، لا تقولون، ما بتروحون (لن تذهبوا).