بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد،
النفي هو مصدر من الجذر اللغوي (نفى). وضده: الإثبات. ويأتي النفي في اللغة بعدة معانٍ ومنها: الإنكار أو التكذيب، والإبعاد. حيث يقول صاحب معجم مقاييس اللغة: « (نفى) النون والفاء والحرف المعتل أُصَيْلٌ يدلُّ على تَعْرِية شيءٍ من شيءٍ وإبعاده منه. »
والنفي في الإصطلاح النحوي: هو أسلوب من الأساليب العربية، يفيد الإنكار والإخبار بعدم وقوع شيء معين في الماضي أو الحاضر أو المستقبل.
ويُقْسم أسلوب النفي إلى قسمين، وهما:
والنفي الصريح: هو النفي الذي تستخدم فيه إحدى أدوات النفي، وأشهر هذه الأدوات: (لا) و (ما) و (لم) و (لمَّا) و (لن) و (ليس) و (لات) و (إنْ) و (غير) و (لا النافية للجنس) و (لام الجحود).
ومن الأمثلة على هذه الأدوات:
ولا بد من الإشارة إلى أن من هذه الأدوات ما يستخدم في وظائف أخرى، كالأداة (لا)، حيث تستخدم هذه الأداة أيضًا للنهي. كما أن الأداة (لمَّا) قد تفيد النفي الصريح، وقد تفيد النفي الضمني، حيث تعتبر (لمَّا) من أدوات الشرط التي تتضمن معنى النفي الضمني، وستمر هذه الأداة معنا في الفقرة التالية.
أما النفي الضمني: فهو النفي الذي يكون بغير أدوات النفي التي تحمل معنى النفي الصريح، وإنما يكون بأدوات أخرى شرطية أو استفهامية تتضمن معنى النفي، ومن تلك الأدوات: (لمَّا) و (لو) و (لولا)، فهذه الأدوات هي في الأصل أدوات شرط، ولكنها قد تتضمن معنى النفي. فلو سأل شخص شخص آخر وقال له: هل زارك فلان؟ فيقول له المسؤول: لو زارني لأعطيته كذا وكذا. فهذا السياق لم تستخدم فيه إحدى أدوات النفي الصريح، وإنما قد استخدم فيه إحدى أدوات الشرط التي تفيد النفي الضمني، فالزيارة لم تحصل؛ لأنها لو حصلت، لكان قد أعطاه ما أشار إليه.
بالإضافة إلى ما سبق، يمكن أن يفهم النفي من الجملة، ولكن من دون استخدام أي أداة من الأدوات التي تفيد النفي الصريح أو النفي الضمني، حيث يكون النفي في هذه الحالة مفهومًا من سياق النص.