لا بد لكل مسلم من دراسة اللّغة العربية وتعلم أصولها وقواعدها، فاللّغة العربية قد شرّفها الله سبحانه وتعالى، وجعلها لغة القرآن الكريم، ولا يمكن للمسلم أن يفهم كتاب الله من دون تعلّم اللّغة العربية ومعرفة قواعدها وأساليبها، فاللّغة العربية أشرف لغة على الإطلاق. وإنّ تعلّم اللّغة وبخاصّة العربيّة مهم جداً لكل طالب علم، فاللّغة هي الوسيلة التي تدون وتنقل بها مختلف العلوم، فكل طالب علم في اى علمٍ كان لا بد له من تعلم اللّغة التي يدرس بها ذلك العلم، فإذا كان الطالب طالب علمٍ شرعي فمن الضروري له أن يتعلّم اللّغة العربيّة بشكلٍ جيّد. وفي هذا المقال سنقوم بالتكلّم عن أحد المباحث اللّغوية المهمّة التي لا غنى لأي طالب علم عنها، وهذا المبحث هو (الفعل الصحيح والمعتل).
إنّ دراسة أحوال الفعل من حيث الصحّة والإعلال هي من المباحث اللّغوية المهمّة، حيث يقسّم علماء اللّغة الفعل إلى عدّة أقسام منها: المجرّد والمزيد، والصحيح والمعتل، وهذا القسم الأخير هو الذي يعنينا في هذا المقام.
ويشير العلماء أنّ تقسيم الفعل إلى صحيح معتل إنّما يكون باعتبار قوة الأحرف وضعفها، [راجع: جامع الدروس العربية، ص59].
إنّ الفعل الصحيح: هو الفعل الذي يخلو من أحرف العلّة، وهي الألف والواو والياء، حيث لا تتضمن أحرفه الأصلية أيًّا من هذه الأحرف. ومن الأمثلة عليه: حَزِن، هَزَم، ظَلَم. ويقسم علماء اللغة الفعل الصحيح إلى ثلاثة أقسام وهي: الفعل السالم، والمهموز، والمُضَعَّف.
فالفعل السالم: هو ما سلمت أحرفه من الهمزة والتضعيف، مثل: ضرب، جرد.
والفعل المهموز: هو ما كان أحد أحرفه همزة، مثل: قرأ، أخذ.
أمّا الفعل المضعف: فهو ما تكرّر فيه أحد أحرفه الأصلية، وينقسم إلى قسمين وهما:
وأما الفعل المعتل: فهو على العكس من الفعل الصحيح، وهو الفعل الذي يكون أحد أحرفه الأصلية حرف علة، ومن الأمثلة عليه: قال، وضع، يَئِس. وينقسم هذا الفعل إلى خمسة أنواع على النحو التالي:
وبهذا القدر ينتهي الكلام عن الفعل الصحيح والمعتل، والحمد لله رب العالمين.
