كثيراً ما نسمع عن "بلاد ما النهرين"، فاين تقع وتوجد هذه البلاد؟ وأي حضارة تمثّل لنا؟ وتعرف على ما هى أهم ميزات هذه البلاد؟
بلاد ما بين النهرين أو ما تسمى "بلاد الرافدين" هي البلاد التي تقع فيما بين نهرين وهما نهر دجلة ونهر الفرات، وهي تعرف اليوم بإسم "دولة العراق". وبلاد ما بين النهرين هي تمثل منطقة جغرافية تقع في الجنوب الغربي من قارّة آسيا، وقد قامت فيها أولى وأهمّ الحضارات العالمية في هذا العالم، وهي تمثل في ذات الوقت الحضارة السومرية، والحضارة البابلية، والحضارة الآشورية، والحضارة الكلدانية، والحضارة الواكدية، وهذه الحضارات يرجع تاريخها منذ العصر الحجري حتى سقوط الحضارة الآشورية في عام 612 قبل الميلاد، وهي التي مثلت بالكامل حضارة بلاد ما بين النهرين.
أمّا إقتصاد هذه الدولة العريقة، فقد كانت "سومر" فيها أوّل من طوّر إقتصاده من هذه الدول، وهم من وضعوا أساس نظام علم الإقتصاد. أمّا الزراعة فقد كانت مثالاً للتطوّر لديهم، وقد ساعدهم في ذلك جغرافية البلاد واعتمادهم على نهري دجلة والفرات وفروعهما في الري والصرف. وقد كانت أراضيها خصبة للمحاصيل الزراعية، وهم أول من بنوا السدود والقنوات، وقد كانوا يزرعون بكثرة الشعير، والبصل، والعنب، واللفت، والتفاح.
وقد عرفت بلاد ما بين النهرين بإنتاجاتها الأدبية والعلمية المهمّة، وقد كانت أقدم لغة في هذه البلاد اللغة السومريّة - وهي لغة سامية -، بالإضافة إلى اللغة الأكدية فيما بعد، ثم تلتها اللغة الآرامية. وقد كانوا سكان البلاد هم أوّل من اختره الكتابة "المسمارية"، ونرى آثارها في الكثير من المعابد والألواح التي كتبوها عليها بالمسامير. أمّا من ناحية الأدب فقد كانوا أيضاً متفوقين في ذلك، وقد كتبوا الكثير من الملاحم والأساطير كملحمة جلجامش، وترجموا الكثير من الكتب.
أمّا الأوضاع السياسية التي سادت في هذه البلاد، فقد كانت عبارة عن دويلات صغيرة تشكّل في الكامل هذه البلاد، وقد كان يحكمها الملك وهو الوسيط بين الآلهة والبشر في اعتقادهم، وهو الذي يحكم ويضع القوانين وللجميع الطاعة.
وفيما يتعلّق بالأوضاع الإجتماعية لهذه البلاد، فقد تمّ تقسيم المجتمع إلى ثلاث طبقات أساسيات، وهي: طبقة الأحرار والتي تتكوّن من أصحاب الأراضي الزراعية والتجار وأصحا ب الحرف، والطبقة المتوسطة والتي تسمى "الموشكينو" والتي كانت أقل من طبقة الأحرار لكنهم كانوا يتمتعون ببعض الحقوق أيضاً، وأخيراً طبقة العبيد المتواضعين. أمّا الحكام والملوك فلم يكونوا يصنفوا ضمن هذه الطبقات الإجتماعية.