يُعِرِّف الجغرافيون النهر بأنه المجرى المائي الذي يجري فيه الماء العذب، والذي نشأ بشكلٍ طبيعي من دون تدخل للإنسان في إنشائه. وللنهر منبع ومصب، فالمنبع هو المصدر الرئيس لمياه النهر، فمنه تخرج المياه التي تجري في النهر وتستمر في الجريان حتى تصل إلى المصب. والمصب هو المسطح المائي الذي تصب فيه مياه النهر، وهو إما أن يكون محيطاً أو بحراً أو بحيرةً، أو خليجاً مائياً.
والماء العذب الذي يجري في النهر له مصدر معين، فهو إما أن يكون صادراً من إحدى البحيرات، وإما أن يكون صادراً من بعض العيون المائية، وإما أن يكون صادراً من مياه الأمطار. والأنهار في العالم لا تعتمد على مصدر واحد للمياه التي تجري فيها، وإنما يكون لها العديد من المصادر، فقد يكون مصدر أحد الأنهار بحيرة معينة، ولكنه يتغذى بالإضافة لهذا المصدر من مصادر أخرى، مثل: مياه الأمطار، ومياه بعض الأنهار الأخرى التي تصب فيه، والتي تعتبر روافداً له.
تتفاوت الأنهار في العالم في العديد من الخصائص، فمنها ما يكون طويلاً يجري لمسافات طويلة، ويقطع المئات من الكيلومترات قبل أن يصب في مصبه، ومنها من يكون قصيراً، ومنها ما يكون عريضاً واسعاً، ومنها ما يكون ضيقاً بالمقارنة مع غيره من الأنهار. ومن الأنهار ما تكون كمية المياه التي تجري فيه كبيرة، ومنها ما تكون مياهها على العكس من ذلك. وبعض الأنهار تكون دائمة الجريان، وبعضها الآخر تكون فصلية الجريان؛ وذلك لأنها تعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار، فإذا انقضى الموسم المطري جفت تلك الأنهار، وإذا عاد الموسم المطري عادت تلك الأنهار للحياة مجدداً.
والأنهار هي من أهم مصادر المياه العذبة في العالم، ولذلك فإن لهذه الأنهار أهمية وفائدة كبيرة بالنسبة للدول التي تجري فيها، فهي تعتبر مصدراً مهماً لمياه الشرب، ولري المزروعات، وغير ذلك من الاستعمالات. كما أن بعض الأنهار مهمة في النقل، فهي تستعمل في النقل والملاحة المائية التي تكون رخيصة بالمقارنة مع الطرق ووسائل الأخرى في النقل.
وبالنسبة للأنهار الأطول في العالم، فسنذكر منها أطول أربعة أنهار، وسنرتبها ترتيباً تنازلياً على النحو التالي: