نهر النيل
يعتبر نهر النيل واحداً من أهم الأنهار في العالم وأطولها، فهو نهر عظيم كان سبباً في نشوء العديد من الحضارات المتعاقبة على ضفافه، وكما يقال في المثل: (مصر هي هبة النيل) وهذا صحيح مئة بالمئة، فلولا هذا النهر العظيم لما وجدت الحضارة المصرية الضاربة جذورها في عمق التاريخ، ولما استمرّت الدول في المناطق التي تحيط بهذا النهر العظيم.
موقع نهر النيل
يقع نهر النيل في الجهة الشمالية الشرقية من القارة الأفريقية، ويخترق العديد من الدول الأفريقية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على ضخامة هذا النهر العظيم، ومن هنا فإن نهر النيل يعتبر النهر الأطول في العالم كله؛ حيث يُقدّر طول نهر النيل بحوالي ستة آلاف وستمئة وسبعين كيلو متراً تقريباً، أما مساحة حول نهر النيل فتقدر بنحو ثلاثة ملايين وثلاثمئة ألف كيلو متر مربّع تقريباً، في حين يصل معدل تدفق هذا النهر العظيم إلى حوالي ألفين وثمانمئة وثلاثين متراً مكعباً في الثانية الواحدة.
يتكون نهر النيل من نهرين فرعيين (رافدين) يلتقيان مع بعضهما البعض هما: نهر النيل الأبيض والذي ينبع بشكل رئيسي من البحيرة التي تسمى باسم بحيرة فيكتوريا والتي تمتد بين كلٍّ من كينيا، وتنزانيا، وأوغندا، ونهر النيل الأزرق، والّذي ينبع من البحيرة المسماة باسم تانا، والتي تقع في إثيوبيا، هذا ويلتقي هذان النهران عند مدينة الخرطوم السودانية ليكملا مسيرهما باتجاه الشمال ليصبّا في النهاية في مياه البحر الأبيض المتوسط. هذا ويسهم نهر النيل الأزرق بما نسبته حوالي سبعين بالمئة من إجمالي مياه نهر النيل، في حين يسهم نهر النيل الأبيض بحوالي ثلاثين بالمئة من إجمالي كمية المياه التي يحملها هذا النهر.
مميّزات نهر النيل الجغرافيّة
من أهمّ مميّزات نهر النيل الجغرافية التي تميز بها عن غيره من الأنهار حول العالم أنه يغطي أربعةً وثلاثين دائرة عرضية ما بين كل من هضبة البحيرات الاستوائية، وما بين مصبّه في البحر الأبيض المتوسط، كما ويمتاز نهر النيل بأنّه يقطع حوالي ألفين وسبعمئة كيلو متراً تقريباً ما بين كلٍّ من نهر عطبرة والبحر الأبيض المتوسط دون أن يصبّ فيه رافد واحد على الأقل.
منابع هذا النهر اكتُشفت عبر رحلة طويلة جداً استغرقت مئات الأعوام؛ إذ بدأت من أربعمئة وستين عاماً قبل الميلاد على يد هيرودوت العالم الإغريقي، واستمرّت إلى القرن التاسع عشر وتحديداً إلى العام ألف وثمانمئة وثمانيةٍ وثمانين ميلادية، إذ استطاع هنري ستانلي والذي يعتبر واحداً من الرحالة البريطانيين استكشاف بحيرة إدوارد.