نهر أمّ الربيع
هذا الاسم يجمع الماء مع الربيع، وذلك يدلّ على مزيج من منطقة طبيعية خلابة وجميلة إلى حدّ لا يمكن وصفه، وهذا بالفعل ما يقال عنه اسمٌ على مسمى؛ حيث إنّ نهر أم الربيع يعتبر أحد المناطق التي من الممكن أن يطلق عليها اسم قطعة من الجنّة، وهو أحد أنهار المغرب، ويعتبر من أبرز معالمها الجمالية، يقصده الناس بهدف الاستجمام، والاستمتاع بالمناظر الطبيعيّة الجذابة، وللاستماع إلى صوت هدير المياه داخل النهر الذي يُعبّر عن أجواء مميزة بشكل كبير، وسُمّي نهر أم الربيع بهذا الاسم نسبةً إلى أكبر وادٍ في المغرب، الذي يُسمّى بوادي أمّ الربيع.
موقع النهر
يقع نهر أم الربيع في المغرب، وتحديداً في منطقة الأطلس المتوسط؛ بحيث يبعد مسافة لا تقلّ عن خمسة وعشرين كيلو متر عن مدينة مريرت، والتي تبعد مسافةً قليلةً لا تتجاوز الثلاثين كيلو متر عن مدينة خنيفرة، ويعدّ هذا النهر أكبر نهر في المغرب؛ حيث يصل طوله إلى ما يقارب ستمئة كيلو متر تقريباً، أما منبعه فهي جبال الأطلس، فهو يجري من المنبع بمجرى سريع وعميق؛ ويصل تدفقه إلى ما نسبته 142 متراً مكعباً في الثانية الواحدة، ويستمرّ بجريانه باتجاه الجنوب الغربي حتى يصل إلى مدينة الخنيفرة، وعلى بعد مُعيّن يستمر النهر بالجريان مع تغيير مساره بالاتجاه الشمالي الغربي، حيث ترفده في جريانه بعض الأنهار قبل تغيير مساره، من أهمها الوادي الأخضر، ونهر عبيد، ويصبّ النهر في أزمور قرب الخنيفرة.
يحتوي نهر أم الربيع على مجموعةٍ كبيرة من العيون العذبة منها والمالحة؛ حيث يصل عددها إلى ما يقارب سبعاً وأربعين عيناً، وتقسم إلى أربعين عيناً عذبةً، وسبع عيون مالحةً، وعلى غرار سياسة السدود التي أطلقها الحسن الثاني، تمّ إقامة ما يقارب أحد عشر سداً على جانبي النهر، كما أنّه ليس من الممكن إقامة ميناء على شاطئه؛ وذلك لأنّه منخفض ورملي من أحد جانبيه، وصخري من الجانب الآخر.
يُذكر أن تدفّق النهر في فصلي الشتاء والربيع يكون أعلى ما يكون؛ فيصل إلى مئتي متر مكعب في الثانية الواحدة، الأمر الذي جعل الاختصاصيين يستغلون هذه الخاصية لتوليد الطاقة الكهربائية، وقد نجحوا في ذلك؛ حيث تمّ تشغيل محطة كهرباء سمّيت بأمّ الربيع نسبةً للنهر، وكان ذلك في شهر ديسمبر من عام 2004م، وقدرتها كانت مئتين وعشرين فولت، وقد استطاعت تزويد ثماني عشرة قريةً قريبةً منها بالطاقة الكهربائية اللازمة.