من اول من صنع الدروع
الدرع هو لباس واقي يرتديه الجنود و المقاتلين لوقاية أنفسهم من الإصابات الآتية من الأسلحة في كل من الحروب و المعارك والإشتباكات العسكرية . عبر التاريخ تمت صناعة الدروع من مواد عدة , فصنعت من الجلد , الحديد , والمعادن مثل البرونز و الفولاذ .
وإن أول من صنع الدروع هو نبي الله داوود عليه السلام , ثم تبعه الآشوريين , ثم الرومان والفرس وتلاهم العرب . وفي البداية كانت الد روع تصنع من طبقات عديدة من الجلد حتى تخفف من أثار ضربات السيوف والفؤوس , ثم تطورت وأصبحت تصنع من الجلد المقوى بالبرونز , ثم أصبحت تصنع من البرونز والحديد , ثم قام الإغريق و بعدهم الرومان بصنع الدروع لكامل الجسم , الصدر و الظهر والأرجل واليدين , و كانت دروعهم تصنع في الغالب من معدني البرونز أو الفولاذ , و صنع الرومان دروع هياكلها من الخشب السميك المحاط بإطار فولاذي و مقبض فولاذي ، وما ميز هذه الدروع أنها خفيفة الوزن نسبياً و سهلة الحمل مقارنة بالدروع الأخرى .
و ما زالت صناعة الدروع تتطور حتى وقتنا الحالي , ففي العصر الحالي تعد الدروع جزءاً أساسياً من اللباس العسكري للقوالت النظامية , و ذلك بهدف حمايتها من الرصاص و الشظايا , و لها أنواع عدة , منها دروع الصدر لقوات الجيش و منها الدروع المحمولة المخصصة لقوات مكافحة الشغب و غيرها .
قال تعالى : " وعلمناه صنعة لبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون " سورة الأنبياء / الآية رقم (80) , وهذه الأية القرآنية هي الدليل أن سيدنا داوود هو أول من صنع الدروع و هو المقصود بالأية , و قوله تعالى " و علمناه صنعة لبوس لكم " أي علمناه اتخاذ صنعة الدروع , واللبوس عند العرب معناها السلاح سواء كان سيفاً أو رمحاً أو درعاً , والله أراد به هنا الدروع , ويكمل في قوله تعالى " لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون " , لتحصنكم أي لحرزكم من الأذى , (من بأسكم) أي من السيف و من السهم و من الرمح و غيرها من أدوات الحرب , أي ليحميكم من أعداءكم .