شخصية طارق بن زياد
نشأ "طارق بن زياد" كسائر أطفال المسلمين ،متعلماً الكتابة و القراءة وحفظ سورًا من القرآن الكريم وبعضًا من أحاديث النبي – صلى الله عليه وسلم- ، و قد تميز بحبه للجندية مما ساعده في أن يلتحق بجيش "موسى بن نصير" أمير "المغرب" ، وأن يشترك معه في الفتوح الإسلامية ،مظهراً في ذلك شجاعة فائقة في القتال ، ومهارة متميزة في القيادة لفتت أنظار"موسى بن نصير" ، الذي أعجب بقدراته و مهاراته، واختاره حاكمًا لمدينة طنجة المغربية التي تطل على البحر المتوسط .
كان "طارق بن زياد" قائدًا عظيمًا يتمتع بعزيمة و إيمان و صبر و إصرار مكنه من الوصول إلى هذه المكانة الكبيرة و العظيمة .
نجح طارق بن زياد في تحقيق انتصاراته لأنه كان يفكر أحسن تفكير في كل خطوة يخطوها ، ويتأنى في جمع معلوماته و اخاذ قراراته، و من ذلك أنه قبل أن يعبر إلى "الأندلس" أرسل حملة استطلاعية كشفت له أحوال "الأندلس" .
كان طارق إضافة لذلك صادق الإيمان موقناً بنصر الله حتى في أحرج الأوقات و أصعبها ، فظل ثمانية أيام يحارب عدوه في لقاء صعب و غير متكافئ في العدد أو العدة ، لكنه تمكن من تحقيق النصر بفضل الله في النهاية .
رحل "لذريق" إلى بلدة "شذونة" وأتم تجهيزاته و استعداداته بها، ثم توجه للقاء المسلمين ، ودارت بين الطرفين معركة فاصلة بالقرب من "شذونة"في (28 من رمضان 92 ه =18 من يوليو 711م )كان اللقاء قوياً وظل مستمرًّا ثمانية أيام ، أبلى المسلمون خلال ذلك اللقاء أحسن بلاء ، وثبتوا في أرض المعركة كالجبال بالرغم من العدد و العدة التي تفوق بها عدوهم ، ولم يخش المسلمون من ذلك، وتفوقوا عليه بإيمانهم القوي و إخلاصهم و إعدادهم الجيد تحقق النصر للمسلمين في اليوم الثامن من بدء المعركة ، وفر "لذريق" آخر ملوك القوط عقب المعركة مختفياً عن الأنظار