تنقسم الكرة الأرضية عند مشاهدتها من الفضاء الخارجي إلى جزئين أساسيين الأول والأكثر انتشارا على الأرض وهو المياه المشكل من المحيطات والبحار، واليابسة التي تتشكل في غالبها من القارات التي تتكون من التراب المشكل لتلك اليابسة، وهذا ما يجعل عملية استغلال اليابسة من قبل البشر مسألة مهمة جدا لانهم يعيشون ويستقرون عليها بشكل كبير، وهذا يجعل التربة على اليابسة هي المحدد الأساسي لطبيعة عيش الناس عليها، وهذا يأخذنا دائما إلى دراسة تضاريس اليابسة والاعتناء بها أيما اعتناء وينتج عنه فهم طبيعة التربة.
من طبيعة التربة الموجودة على اليابسة أن عبارة عن حبيبات ترابية متفككة تتماسك بتماسك بعض المواد المضافة للتراب كالجبال وهي مادة اسمنتية طينية تساعد على التماسك بين الحبيبات ولكن كما في التلال تكون الحبيبات متفككة وما يدعم تماسكها هو الضغط بعضها على بعض بقوى تجعلها متماسكة وهو ما يسمى ميكانيكا التربة والتي تعتمد على ضغط ومؤازرة كل حبة تراب على مجاورها مما يدعم في ثباتهم بشكل تلة رملية متفككة مهمة في تشكيل ذلك الشكل من التضاريس، ولكن بما أن البشر سيستخدمون تلك التربة لغرضين أساسين حيث سيقيموا بيوتهم أو مزارعهم النباتية عليها، فالسكن مهم جدا ليتمكن من اقامة بيته وملجأه الذي سيعمل على حمايته من البرد والحر والحفاظ عليه في الأمن والأمان، والنباتات لإقامة حياته الحيوية بالحصول على الطاقة والغذاء من تلك النباتات، ولكن هناك خطر كبير من التربة يتمثل بانجرافها بعض الأحيان مما يقلق أمان البيت والسكن وبالتالي لا يتحقق هدف الأمان من عملية إيجاد المسكن وفقدان حالة الملجأ الذي قام على تأسيسها بسبب تلك المشكلة، وأيضا فإن تلك المشكلة تزعزع الأمان الغذائي للمزارع حيث يعمل انجراف التربة إلى تلف النباتات المزروعة وانغمارها بالتربة مع تحطيم النباتات الناتج عن هذا الإنجراف للتربة.
ينتج إنجراف التربة من سببين أساسيين الأول بسبب زيادة نسبة المياه داخل التربة نتيجة الماء مما يسبب الانجرافات الطينية التي تكون مشكلة كبيرة حيث يؤدي عنها فساد كبير، وهناك أيضا عملية الانجراف التي تنتج عن فقدان التماسك بين التربة نتيجة عوامل التعرية التي تعمل على تحطيم الحالة الأساسية للتربة مما يسبب انجرافها بسبب التفكك في التربة مما يجعل التربة متمكنة من التحرك بسهولة على المستويات الأخرى بسبب الانجرافات الطينية الناتجة عن المياه أو الانجرافات الترابية العادية التي تنتج عن عوامل التعرية الطبيعية التي تفقد التماسك الانشائي بين حبيبات التربة المكونة للتلة.
لعلاج و دواء عملية الانجراف ولحماية التربة من الانجراف هناك عدد من الطرق ووسائل التي يعتمدها المهندسون الزراعيون والمدنيون اليوم، فيقوم المهندسون الزراعيين بدعم تلك التربة بالنباتات البقولية التي تعمل على تحسين التربة بالتماسك بين حبيبات التربة بسبب تلك الجذور، أما على طبيعة المهندسيين المدنيين فإنهم يعملون على صناعة جدران استنادية توقف عملية الانجراف، ولكل طريقة حالة خاصة بها تتعين بحالة التربة الأصلية وسبب الانجراف الرئيسي للتربة.