أولت الحضارة المصرية الموسيقى والطرب والغناء أهمية وفائدة بالغة منذ العصور القديمة، فاشتهرت مصر بالطرب الأصيل وبرز فيها الملحنون والمطربون ومن أشهر من اشتهر في هذا المجال الملحن محمد عبد الوهاب، وسيد درويش، وأم كلثوم، وشادية، وعبدالحليم حافظ، ونجاة الصغيرة، وفايزة أحمد.
محمد عبد الوهاب
ولد الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب في الثالث عشر من شهر مارس عام 1902م في حارة برجوان في حي باب الشعرية في العاصمة المصرية القاهرة، وهو ابن للشيخ محمد أبو عيسى وأمه فاطمة حجازي، وكان والده يعمل مؤذنا في جامع سيدي الشعراني في مسقط رأسه، ولقب بموسيقار الأجيال، وتلقى علومه في معهد الموسيقى العربي عام 1920 م، وفي عام 1933 عمل في دور السينما المصرية، وفي سنة لاحقة عمل في الإذاعة المصرية
أعماله
شارك عبد الوهاب في العديد من الأعمال فقدم الألحان الموسيقية مثل دعاء الشرق وليالي الشرق وعندما يأتي المساء، ولحن مونولجا غنائيا، يا قلبي يا خالي وقدم إيقاع الفالس، ولحن عدة أغان لأم كلثوم منها: أنت عمري، وعلى باب مصر، وأنت الحب، وفكروني:، وأمل حياتي، أغدا ألقاك وليلة حب وهذه ليلتي، ومن أشهر أعماله السينمائية التي قام بها الوردة البيضاء، ودموع الحب، ويحيا الحب، ويوم سعيد، وغزل البنات، ونشيد المملكة الليبية، ويذكر أن في بداية شهرته كان هناك عداوة بينه وبين كوكب الشرق أم كلثوم واستمر ذلك منذ أوائل الثلاثينات وحتى أواخر الأربعينات وجرت محاولات للإصلاح بينهما وجمعهما وكانت أول محاولة قام بها طلعت حرب إلا أنها باءت بالفشل، أما المحاولة الثانية فقد قام بها الرئيس المصري جمال عبد الناصر في احتفالات أعياد الثورة وجاءت طريقة إصلاحه بأن وجه إليهما العتاب إثر عدم اشتراكهما بأغنية واحدة معا فوعداه بأن يقوما بذلك فجاءا بأغنية أنت عمري.
وفاته
انتقل الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب إلى جوار به في الرابع من شهر مايو عام 1991 إثر وعكة صحية ألمت به، وكان قد أصيب وقتها بجلطة دماغية كبرى إثر سقوط حاد تعرض له على أرضية منزله بعد أن تعرض للانزلاق المفاجئ، وكان قد أصدر الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك أمرا بتشييع جثمان الموسيقار في اليوم الخامس من شهر مايو.
تكريمه
نصب تمثال للملحن الموسيقار في ميدان باب الشعرية وذلك تخليدا لذكراه، كما تم إنشاء متحف مقتنيات وأشياء خاصة بمحمد عبد الوهاب، وموقعه في معهد الموسيقى في العاصمة المصرية في القاهرة، وحصل على الدكتوراه الفخرية عام 1975 من أكاديمية الفنون، وكما منحته جمعية المؤلفين والملحنين لقب الفنان العالمي، في عام 1957 م.
استدعى الرئيس المصري أنور السادات الموسيقار محمد عبد الوهاب وطلب منه طلبا رئاسيا بتلحين النشيد الوطني، وأعاد الرئيس أنور السادات الطلب من عبد الوهاب لبوضع نشيد وطني جديد لمصر، وقد غمر الفرح محمد عبد الوهاب لهذا الطلب المشرف، كما منحه السادات رتبة عسكرية فخرية وهي رتبة لواء، لكن هذا الطلب كان مشروطا بشرط صعب للغاية بأن يعيد صياغة النشيد المصري القديم وإعادة تلحينه، وأمر السادات بتولية عبد الوهاب أمر فرقة الموسيقات العسكرية المصرية الحائزة على المركز الأول بين الفرق العسكرية العالمية.