كانت لفرنسا وبريطانيا الدور الأكبر في إثارة الأزمات ورسم حدود المنطقة بعد سقوط الخلافة العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918 ميلادي ليتم تقسيم الأرث من هذه الإمبراطورية فيما بينهما وتم توقيع معاهدة سايكس القائد البريطاني و بيكو القائد الفرنسي في عام 1916 ميلادي وعلى أثرها تم تقسيم المنطقة الى أربع مناطق وهي المنطقة الحمراء وتشمل بغداد والبصرة وما بينهما وتقع تحت الانتداب البريطاني والمنطقة الزرقاء وتمتد من الساحل السوري إلى قلب الأناضول وتقع تحت الانتداب الفرنسي والمنطقة السمراء والتي تشمل فلسطين وتقع تحت الانتداب البريطاني والمناطق الداخلية وهي المنطقة المتبقية من سوريا التي تتبع للانداب القرنسي وشرق الأردن وشمال العراق وتتبع للانتداب البريطاني وكان نص الاتفاق الظاهري أن تتمتع هذه المناطق بحكم راقي ومتطور خلافاً لحالها في الزمن العثماني , لكن مع الوقت وضحت النوايا وتحولت المعاهدة لمسارها الخفي وهو تشكيل دولة يهودية في الأراضي المقدسة أي فلسطين .
انتهت الحرب العالمية وانتهت معها الخلافة العثمانية بعد الثورة العربية الكبرى وتم تشكيل اللجان الشعبية في سوريا بعد عقد المؤتمر الوطني في عام 1919 ميلادي في شهر آذار وتم إعلان استقلال البلاد السورية وعدم الاعتراف بأي معاهدة أو اتفاق ما لم تعرض على اللجان الشعبية والحكومة التي تم تشكيلها بعد المؤتمر الوطني , في عام 1920 ميلادي خرجت بريطانيا من الأراضي السورية واللبنانية بناء على مؤتمر سان ريمو وتم وضع سوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي وبدأت التدخلات والأوامر الموجهة من الجنرال غورو قائد القوات الفرنسية للمنطقة تتوجهة نحو الملك فيصل وتتضمن وضع سكة حديد تحت تصرف القوات الفرنسية وقبول الانتداب دون شروط واعترضات , إلغاء التجنيد الاجباري والنفير العام , معاقبة الأشخاص المعارضين لفرنسا والتعامل بالعملة الورقية الصادرة من فرنسا .
فاجتمع المؤتمر السوري العام وأعلن رفضه للتعليمات الفرنسية لكن الحكومة السورية الأولى لم تهتم للمظاهرات ونتائج الإجتماع وبدأت بتنفيذ الشروط الفرنسية فثار الشعب ولم تهدأ إلا بتعيين وزير الحرب الأتاسي كرئيس للحكومة وأعلنت الحرب على فرنسا في يوليو عام 1920 ميلادي وخرج وزير الحرب يوسف العظمة بنفسه على رأس قوات في حرب غير متكافئة مع الفرنسيين في ميسلون وقد كانت النتيجة محسومة للفرنسين بسبب الفرق الشاسع في المعدات , ثم سار الفرنسيون نحو دمشق وبدأ الاحتلال الفرنسي بعد استقالة وزارة السيد الأتاسي وغادر الملك فيصل البلاد , وحكم الجنرال غورو بأبشع أسلوب فحكم بالإعدام على الكثير من الرجال وفرض ضريبة حربية كبيرة تقدر بعشرة ملايين فرنك ونزع السلاح من سوريا وقسمها على شكل دويلات وهي دولة الشام ودولة حلب ودولة العلويين ودولة جبل الدروز ودولة لبنان الكبير وفي عام 1924 ميلادي تم إعادة دمج هذه الدويلات ما عدا دولة لبنان .
واجهت القوات الفرنسية مقاومة عنيفة من الثوار في شمال سوريا وفي الجنوب فقد قامت أكثر من ثورة مثل ثورة الفلاحين بقيادة صالح العلي الزعيم العلوي والعيم إبراهيم هنانو في جبل الزاوية حتى قامت الثورة السورية الكبرى عام 1925 ميلادي واستمرت عامين بقيادة سلطان الأطرش ورفاقة في جبل العرب مما دفع فرنسا لقبول الحوار والمفاوضات مع الزعماء الوطنيين وتم الغاء الأحكام العرفية في عام 1928 ميلادي .
عام 1943 ميلادي بدات القوات الفرنسية بعدوان سريع وبقصف عنيف للمدن السورية خاصة دمشق وقد تدخلت بريطانيا لمحاولة وقف العدوان وبعد مباحثات مع الجنرال كاترو والحكومة السورية تم الاتفاق على نقل السلطات إلى الحكومة السورية ومصالح الحكومة , وفي عام 1944 في شهر حزيران صدر قرار بإعطاء الحكومة السورية إدارة المصالح المشتركة وعلى استقلال سوريا استقلال تام , في أيار عام 1945 ميلادي أبلغت فرنسا بنيتها بإرسال قوات جديدة بدل المتواجدة وقد دخلت القوة البديلة الأراضي السورية دون استئذان لتحاصر المدرعات الفرنسية المجلس النيابي في أيار عام 1945 ميلادي وبدأ القصف المدفعي والجوي لدمشق .
تم رفع شكوى رسمية من لبنان وسوريا لمجلس الأمن و في نيسان عام 1946 ميلادي تم اصدار قرار جلاء القوات الفرنسية من الأراضي السورية تم تطبيقه في 16 أيار عام 1946 ميلادي .