ورد ذكر الفرعون في القرآن الكريم في كثيرٍ من السّور والآيات، ومنها قوله تعالى: ( وقال موسى يا فرعون إنّي رسولٌ من ربّ العالمين )، وقد أطلق لفظ الفرعون على الملك الّذي كان يحكم مصر في أثناء وجود موسى عليه السّلام، وقد كان هذا الفرعون مستبدًّا لا يرحم الضعفاء ويستخفّ بالعلماء، وقد استعبد لفترةٍ من الزّمن بني إسرائيل فكان يقتّل أبناءهم ويبقي نساءهم أحياء حتّى يسخّرهم في الخدمة والعمل الشّاق، وعندما دعاه سيّدنا موسى عليه السّلام إلى الإيمان بالله تعالى أبى واستكبر، وقد أدركه عذاب الله تعالى بالغرق مع جنده في اليمّ فمات كافرًا مشركًا.
وقد اختلف المؤرّخون في سبب تسمية الفرعون وأصحّ الأقوال ترجّح أنّ هذا اللفظ هو اسم علم لكلّ من حكم مصر في هذه الفترة التي بدأت منذ 3150 قبل الميلاد، وانتهت حوالي سنة 31 قبل الميلاد، فلقب الفرعون هو كلقب كسرى عند الفرس، وقيصر عند الرومان، وقد شهدت مصر في عهد الفراعنة مراحل مختلفة من الصّعود والهبوط، وكانت من أهمّ الأحداث في عهد الفراعنة توحيد الشّمال والجنوب في عهد الفرعون مينا، وقد اشتهر الفراعنة ببناء القصور والمعابد والأهرامات التي بقيت إلى الآن شاهدةً على قوّة هؤلاء القوم وتخطيطهم العمرانيّ المتقن.
واشتهر الفراعنة بحبّ الأدب الّذي لم يصل منه إلينا إلّا القليل؛ حيث كان يُكتب على ورق البردى الّذي تلف كثير منه بفعل مرور الزّمن، وقد كانت لغة الفراعنة هي اللّغة الهيروغليفيّة التي كشف أسرارها وفكّ رموزها الفرنسي شامبيليون بالاستعانة بحجر رشيد، وقد اشتهر عن الفراعنة أنّهم كانوا يعتقدون باليوم الآخر والبعث؛ لذلك اهتمّوا بشكل كبير في مرحلة ما بعد الموت؛ حيث كانوا يخصّصون عملية التّحنيط لمسؤوليهم الكبار وزعمائهم، وفي هذه العمليّة يتمّ تحنيط الجثث بمادّةٍ معيّنة تبقيها سليمة من دون تحلّل، وقد أدهشت هذه العملية العلماء وحيّرتهم، وقد وضعت جثث الفرعون المحنّطة في توابيت خاصّة، وبنيت عليها الأهرامات، وأشهرها: هرم خوفو، وهرم خفرع، وهرم منقرع.
وقد واجهت الحضارة الفرعونيّة كثيراً من الأطماع من الخارج، كما تعرّضت إلى كثير من الاعتداءات الخارجيّة من قبل النّوبيّين والأشوريّين والبابليّين والليبيين واليونان، وقد سيطر الإسكندر المقدوني على مصر عام 332 قبل الميلاد، وطرد الفرس منها، وسقطت كليوباترا آخر حكّام مصر عام 31 قبل الميلاد؛ حيث أصبحت مصر منذ ذلك الوقت من المقاطعات الّتي تتبع الإمبراطوريّة الرومانيّة .