مرت الدولة الإسلامية في الأندلس بعدة مراحل حيث بدأت بفترة الولايات حيث كان الوالي يعين من قبل الدولة الاموية على هذه المنطقة من العالم الإسلامي، ثم وبعد سقوط الدولة الإسلامية ونجاة عبد الرحمن الداخل من بطش العباسيين بالأمويين لجأ إلى الأندلس وأعاد تأسيس الدولة الأموية بعد سقوطها في الأندلس، واستمرت الدولة الأموية في الاندلس لفترة طويلة حيث كانت هذه الفترة تشكل العصر الذهبي للعرب والمسلمين في الأندلس، فأغلب الحضارة خرجت خلال هذه الفترة، ثم بعد سقوط الدولة الأموية في الأندلس، تشرذم المسلمون هناك بين طوائف متناحرة متنازعة خانعه، ومن هنا بدأت مرحلة الضعف والسقوط في الأندلس، حيث سميت هذه المرحلة بمرحلة ملوك الطوائف، التي تبعت بسيطرة دولة االمرابطين على الأندلس ثم دولة الموحدين ثم سقوط كل المدن فيها ما عدا غرناطة والتي أسس فيها بنو الأحمر مملكة غرناطة، إلى أن سقطت في نهاية المطاف في العام 1492 ميلادية، بعد تواجد دام حوالي ثمانية قرون على هذه الأرض الرائعة، لتشكل قصتها درساً تاريخياً ليس للمسلمين والعرب فقط، بل لجميع الناس، فالدولة الإسلامية في الاندلس تشكل علامة فارقة ومنعطفاً هاماً وفترة حساسة، فقد مرت هذه الدولة العظيمة بكل المراحل التأسيس والسطوع والقوة والازدهار ثم الركود والخفوت ثم الضياع، فضياع الأندلس لم يكن صدفة ولم يكن عبثاً بل كان نتيجة لما هى اسباب تجمعت شكلت للغير أطماعاً في هذه الدولة، أطماعاً توسعية لم ينتبه لها حكام هذه الدول، حتى سلبت منهم ونكل بهم وبكل شعبها عبر ما عرف تاريخياً بمحاكم التفتيش.
من أهم ما هى اسباب سقوط الأندلس عدم التوحد والفرقة والاختلاف الدائم مما سهل على الأوروبيين الانقضاض على بقايا هذه الدولة الممزقة والضعيفة في ليلة ظلماء، فالفرقة وعدم التوحد تحت راية واحدة والانقسامات والخيانات والتعامل مع العدو الواضح الصريح بكل حسن نية وبذل وخنوع هو من ما هى اسباب ضياع الدول وانهيارها مهما كانت هذه الدول، فمن كان يتوقع أن هذه الدولة ستسقط بعد ضياع وحدتها ووصولها في لخظة ما من العاصمة الفرنسية باريس.
كما أن من أهم ما هى اسباب ضياع هذه الدولة عدم التفات الحكام لأمور الحكم وعدم انتباههم إلى المؤامرات التي تحاك من قبل الأعداء، في الخفاء وتساهلهم الواضح والصارخ في حقوق الرعية، مما جعلهم لقمة سائغة سهلة عند أعداء هذه الدولة العظيمة، التي أثرت بشكل كبير وعمي ليس على مستوى العالم الإسلامي فقط بل على المستوى العالمي إلى يومنا هذا.