إمبراطوريّة الفرس
قامت إمبراطوريّة الفرس على أنقاض الإمبراطوريّة البابليّة، واستمرت في الحكم على مدار قرنين من الزمان، حيث كانت البداية للإمبراطوريّة عام خمسمائةٍ وتسعة وثلاثين قبل الميلاد، حتى عام ثلاثمئةٍ وواحدٍ وثلاثين قبل الميلاد، أي لحظة سقوطها بيد الإسكندر المقدوني.
في فترة قيام الإمبراطوريّة الفارسيّة جلس على عرشها العديد من الملوك وهم: كورش وقمبيز، وغومانا، وداريوس الأوّل، وداريوس الثاني، وداريوس الثالث، وأحشويروش الأوّل، وأحشويروش الثاني، وأرتحشستا الأوّل، و أرتحشستا الثاني، وأرتحشستا الثالث.
حياة ملوك الفرس في قصورهم
كان الناس العاديّون في الإمبراطوريّة الفارسيّة يعيشون في أكواخٍ طينيّة، تشبه إلى حدٍ ما تلك الأكواخ التي تنتشر بالريف الإيراني، أما الملوك والنبلاء فقد عملوا على بناء قصورٍ حجريّة وبيوتٍ كبيرة، والتي لا تزال آثارها ماثلةً حتى يومنا هذا. كان الفرس قبل تشكّل الإمبراطوريّه هم عبارة عن عشائر تشكّلت منها العديد من القبائل، لكنّ تلك القبائل بدأت تختفي بعد تشكّل الإمبراطوريّة.
كان تعدّد الزوجات شائعاً في تلك الفترة، حيث كان الملك يقوم باختيار زوجاته من بين أرقى ستة أسرٍا إجتماعيّة فقط، وكنّ زوجات الحاكم يعشن في أجنحةٍ خاصّة يشاركهنّ في تلك الأجنحة جميع نساء الأسرةِ الحاكمة. ومن أعظم الأبنية في الإمبراطوريّة إيوان كسرى الذي قيل أنه قد تعاون عدة ملوك على بنائه، وقد قام كسرى بشراء جميع المساكن المحيطة لضمها للإيوان، ومن المفارقات التي حدثت له أثناء شرائه للمساكن بأن امرأةً عجوزاً كانت تمتلك دويرةً صغيرةً هناك امتنعت عن بيعها مرددةً: " ما كنت لأبيع جوار الملك بالدنيا جميعها ".
استحسن كسرى قولها، وأصدر الأمر ببناء الإيوان وترك بيتها في موضعه وأحكم عمارته، وقد كان الإيوان يضم صورةً لكسرى أنوشيروان وقيصر ملك الروم وهو يقوم بمحاصرة الإمبراطوريّة ومحاربة شعبها.
أطلق على إيوان كسرى اسم (القصر الأبيض)، وكان في وسط القصر إيوان كسرى أو ما يسمى قاعة عرش كسرى، وقد رسمت على جدران الإيوان معركة أنطاكية التي اشتعلت بين الروم والفرس.
قيل أن أحد ملوك الفرس وهو الملك أحشوريوش (زركسيس بن داريوس) قد أعدّ وليمتين عظيمتين امتدت الوليمة الأولى لمئةٍ وثمانين يوماً والثانية لسبعة أيّام، وذلك بهدف إظهار مجد ملكه وغناه، بالإضافة لإظهار عظمته ووقاره وجلاله، وقد أقيمت الولائم في مقرّ الملك، فكانت الوليمة الأولى قد أقيمت للرؤساء داخل القصر الملكي.
أما الثانية فقد أقيمت للشعب المقيمين في القصر وملحقاته وهذا يظهر انفصال القصر عن باقي المدينة، ووصفت حديقة القصر بأنها كانت تحتوي على مظال أو أنسجةٍ تحمل الألوان الملكيّة في إمبراطوريّة فارس وهي الأبيض والأخضر والإسمانجوني - الأزرق شديد الزرقة يشبه إلى حدٍ ما لون الياقوت الأزرق – علقت بحبالٍ صنعت من الكتّان الأبيض، وأرجوانٍ في عددٍ من حلقات الفضّة، وعدد من الأعمدة الرخاميّة، حيث استخدمت تلك المظال للوقاية من أشعّة الشمس.