رمضان هو شهر الصيام الذي فرض الله تعالى فيه علينا صيام أيامه الثلاثون، من طلوع الشمس إلى مغيبها، وبالتالي فهو شهر الجهاد خصوصاً لمن يقطنون في المناطق الحارة، حيث يعاني هؤلاء الأشخاص من مسألة العطس الشديد والذي تزيد حدته عندما يأتي رمضان في فصل الصيف، أما في دول أخرى وبسبب موقع هذه الدول فإن ساعات الصيام تكون طويلة أكثر من الحد الطبيعي او المعتاد، مما يسبب لهم جوعاً شديداً جداً، بسبب قلة الطعام والشراب، ومن هنا فقد كان شهر رمضان هو شهر الجهاد والمشقة بلا نزاع أو جهاد في ذلك، ومن هذا المنطلق فإن الإنسان خلال هذا الشهر سيعمل على الصمود ومقاومة الرغبات والغرائز والشهوات التي تتسلل إلى نفسه حتى يستطيع هذا الإنسان أن يستمر في صيامه، فالصيام لله تعالى وهو الذي سيجزي به، وذلك لأن الله تعالى يعلم كيف صام ولماذا صام، ولماذا تحمل هذا العناء، والأهم هل هو صائم أم لا، إذ يمكن لأي إنسان ان يأكل خفية عن الناس وأن يخدعهم ويعلمهم انه صائم، من هنا كان اجر الصيام لله تعالى ولا يعرف الإنسان نهائياً كم مقداره.
إن مقاومة الجوع في رمضان هي جوهر و فلسفة الصيام، و هي الهدف الذي كتب من أجله الصيام على المسلمين، فالجائع سيشعر حتماً بعظيم نعمة الله تعالى عليه كما انه سيعلم حق المعرفة أنه ضعيف جداً في هذا الكون وسيدرك هذا الضعف و من هنا فإن الصيام يعلم التواضع ورقة القلب، فالصائم غليظ القلب هو صائم بشكل مادي فقط، هو امتنع عن الأكل و الشرب و الجنس فقط، و لكن قلبه لم يصم عن المقبوحات التي تملؤه.
وحتى يستطيع الإنسان أن يقاوم جوعه في رمضان، يتوجب عليه أن يلهي نفسه عن التفكير في معدته، وذلك عن طريق الإكثار من الصالحات، والابتعاد عن السيئات والمقبوحات، ويكون فعل الصالح من الأعمال عن طريق الإكثار من الصلاة والدعاء والذكر وقراءة كتاب الله – عز وجل – إضافة إلى التصدق ومساعدة المحتاج، فكل هذه الأمور تبعد الإنسان عن التفكير بالجوع. إضافة إلى ذلك يتوجب على الأنسان أن يعمل، فالعمل عبادة في غير رمضان فكيف إذا كان في رمضان، وإذا كان لوجه الله تعالى. فالعمل يساعد الإنسان على أن يمضي الكثير من وقته حتى يحين موعد الإفطار وبالتالي يكون قد تجاوز الكثير من الساعات من دون التفكير بالجوع.