لا يُفكِّر الصائم في رمضان إلّا في الجوع و الطعام بسبب ساعات الصيام الطويلة التي يبقى فيها من غير طعام و لا شراب ، الصائمين كالطلاب و الموظفين يشعرون بالجوع و العطش أكثر من الذين يجلسون في المنزل خاصة في فصل الصيف لأنه يكون فيه ساعات النهار أطول من الليل و بالتالي تكون ساعات الصيام أطول من فصل الشتاء .
إذا قام الصائم بأداء العبادات التي طلبها منّا الله تعالى في شهر رمضان كالصلاة و قراءة القرآن و الإستغفار ، فهذه الطريقة تساعده على إلهاء نفسه و ملئ وقته حتى لا يفكر بالجوع أو العطش .
و تعتبر الأطعمة التي يتناولها الصائم من أهم مسببات العطش في رمضان حيث يجب تجنب تناول الأغذية و الأكلات التي تحتوي على كمية من البهارات و التوابل خاصة وقت السحور لأنها آخر وجبة قبل الأذان و لا تستطيع شرب كمية من الماء بعد تناولها و شرب كميات قليلة من الماء على فترات متقطعة قبل إمساك الصيام لأنه يساعد على تقليل الإحساس بالعطش و خاصة إذا تناولت الخضار و الفواكه قبل السحور و على السحور و الإبتعاد عن تناول المأكولات المالحة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح .
في شهر رمضان يشعر المسلم بالنعمة التي أنعم الله تعالى عليه بها و هي نعمة الشبع فيحس بجوع الفقراء و المحرومين فيعطف عليهم و يساعدهم . يمكن قراءة كتاب كنوع من إلهاء النفس و عدم التفكير في الجوع و العطش ، حتى أنّ لمشاهدة التلفاز دور في نسيان الجوع .
التفكير في الأجر و الثواب الذي أعدّه الله تبارك و تعالى للصائم و التفكير في باب الجنة الذي لا يدخله إلا الصائمين الذي يسمى بباب الريان يخفف من تعب الصيام ويُقلل من الشعور بالجوع والعطش، و الصبر من أهم الصفات التي يتسم بها الصائم في هذا الشهر الكريم، حيث أنه عندما يتذكر الصائم الأجر الذي يكتبه الله تعالى له من صيامه فإن هذا يخفف عنه التعب وينسى الجوع البسيط مقارنة مع الأجر العظيم، كما أنّ المسلم يستطيع تعويد نفسه على الصيام قبل رمضان بحيث لو صام من أيام الأسبوع الإثنين والخميس لكان صيام رمضان سهل عليه.
و قد أكرم الله تبارك و تعالى على عباده الصائمين بشهر رمضان المبارك من رحمة و مغفرة ، حيث أنّ صيام أول الشهر الكريم جعله رحمة للعبادة و أوسطه مغفرة و آخره عتق من النار ، فما أكرم الله على عباده الممتثلين لأوامره الطائعين العابدين الصائمين ، و نرجو من الله أن نكون ممن يدخل باب الريان و الشرب من ماءه الذي لا نظمأ بعدها أبداً .
