من حكمة الله تعالى التي خص بها دينه الحنيف، أن جعل عبادات سنوية، بحيث أنه مهما ابتعد الناس عن هذا الدين تأتي هذه العبادات بمفهومها الإنساني الرائع و الجميل لتذكر الناس بغاية خلقهم مرة أخرى و لتذكرهم أيضاً بدينهم الحنيف الذي ارتضاه الله لهم، و من أبرز هذه العبادات صوم رمضان وحج البيت العتيق، حيث يأتي موسم الحج في الشهر الثاني عشر من السنة الهجرية، في حين يأتي شهر رمضان المبارك في الشهر التاسع من كل سنة هجرية، و في كل مرة يأتي شهر رمضان قبل عشرة أيام تقريباً من انقضاء سنة كاملة عن رمضان الذي سبقه، مما يجعله يتغير في كافة أوقات السنة فياتي في جميع الفصول، و بالتالي لن يكون هناك رتابة و لا ملل من أداء هذه الشعيرة العظيمة.
ينتظر المسلمون شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر من السنة إلى السنة نظراً لما يحمله من معانٍ جميله و أوقات رائعة يقضونها، فهذا الشهر فيه تخفيف عن الإنسان من تعب سنة كاملة، هو بمثابة إجازة لنفس الإنسان يغسل فيها همومه و يتوجه إلى الله تعالى في التضرع و الدعاء و العبادة، حتى يوفقه الله إلى صالح الاعمال طوال السنة، كما انه في رمضان يكون هناك التواصل و الالتقاء بين الأفراد و بين الناس، و تزداد العبادات الجماعية فما اجمل وافضل صلاة التروايح في ليل رمضان، و ما اجمل وافضل جلسة العائلة أثناء الإفطار و بعد اداء الطاعات و العبادات ليلاً !!!
لهذا يستعد الناس والمسلمون جميعاً لاستقبال هذا الشهر العظيم، شهر الخير والبركة، عن طريق التخطيط لكل ثانية في رمضان كيف سيقضونها، و تعرف ما هو جدولهم اليومي، وكيف سينوعون بين العبادات سواء الصلاة أو الزكاة أو صلة الرحم أو صلاة التراويح أو قراءة كتابة الله عز وجل في هذا الشهر العظيم، حيث يعد هذ الشهر العظيم كنزاً من الكنوز لما فيه من بركة و خير و حشر للشياطين، كما أنه فرصة ليتغلب فيها الإنسان على نفسه و على شهواته، و يسمو بروحه إلى الأعالي، كما يجب الاستعداد له عن طريق تهذيب النفس و الابتعاد عما من شانه أن يقلل من قيمة الإنسان، لهذا فرمضان ليس شهرا عادياً بل هو شهر استثنائي لهذا يجب أن تكون التجهيزات له استثنائية، و أن لا تقتصر على تخزين البيت بما لذّ وطاب من الأطعمة المختلفة.