مرض السكري هو أحد أكثر الأمراض انتشاراً على مستوى العالم حالياً ، و هو أكثر الأمراض المزمنة التي يعاني منها الملايين حول العالم من مختلف الأعمار و دون أن يوجد له علاج و دواء نهائي ، و يتعمد مريض السكري على تناول الأدوية بحسب حالته لتحسين معدل إيصال السكر للخلايا في الجسم ، و لتقليل أعراض المرض و الحد من أضراره و مضاعفاته .
و يمكن أن نفصل بين المضاعفات طويلة المدى لمرضى السكري ، و المضاعفات قصيرة المدى أو الطارئة و التي يمكن حلها بالرعاية الطبية الطارئة ، بينما الطويلة المدى يمكن تجنبها عبر اتباع نظام معيشي صحي للحد من تزايد المرض .
أما المضاعفات قصيرة المدى و التي تحدث بشكل طارئ و في حالات غير اعتيادية بالنسبة لمرضى السكر ، مثل عدم تناول الطعام لوقت طويل أو القيام بمجهود عضلي شديد ، أو عدم الإلتزام بالعلاج و دواء . تلك الحالات تؤدي في الأغلب إلى هبوط نسبة السكر في الدم ، و تظهر أعراض نقص السكر في الدم في شكل تعرق و عدم تماسك الأعصاب و ارتعاش الأطراف ، و شعور بالجوع قد يصاحبه دوار و غثيان . و في حالة تفاقم الوضع و عدم تناول المريض لحلوى أو طعام بشكل عاجل يستمر السكر في الهبوط و تزيد تلك الأعراض في الوضوح و التفاقم ، حيث يفقد المريض القدرة على التعبير و يحدث تعثر في الإدراك ، مع شحوب حاد في الوجه و إغماء في بعض الحالات ، و قد تؤدي تلك الحالة إلى وفاة المريض إذا لم يتم إسعافه بشكل عاجل .
و الحالة الأخرى المضادة للحالة السابقة هي زيادة نسبة السكر في الدم ، و غالباً ما تحدث للأشخاص حديثي العهد بالمرض ، أو الذين لا يعرفون بأنهم مصابون بالسكري ، و تحدث تلك الحالة عند تعرض المريض لضغط عصبي أو نفسي شديد و مفاجئ ، أو تناول كمية كبيرة من الكحوليات ، و تنحصر أعراض الحالة في الشعور الحاد بالظمأ مع الضعف و عدم التوازن ، و الرغبة الملحة في التبول ، و قد تمتد إلى حالة من التشنجات و تتطور إلى غيبوبة ، و تعرف بغيبوبة السكري . أما عن المضاعفات طويلة المدى ، فهي تحدث لنسبة قليلة من المرضى في حالة عدم الإلتزام بالعلاج و دواء أو العادات الصحية الضارة مثل التدخين و تناول المشروبات الكحولية و عدم الإنتظام في الوجبات و المجهود البدني . و تمتد المضاعفات طويلة المدى لتصيب الأعصاب و الكلى و البصر و القلب و الشرايين ، بالإضافة إلى الحالات الأشهر من فقدان الأطراف خاصة القدم .