الثقة بالنفس
من أهم عوامل التوازن في شخصية الإنسان هو عامل الثقة بالنفس، فلا يمكن أن تظهر شخصيته على حقيقتها إلا إن كان لدى هذا الشخص ثقة بنفسه، فهي المحرك الرئيسي للشخصية، والمتحدث الرسمي عنها، لذلك فإن الشخص الذي تكون ثقته بنفسه ضعيفة، أو معدومة، يعتبر بمثابة شخص أبكم؛ لأنه بضعف ثقته بنفسه لن يستطيع ترويج وتسويق ذاته الحقيقية، وإظهار الأمور الجيدة التي يمتلكها، كونه يعتقد وبتلك الثقة المهزوزة أن هذه الأمور غير جيدة، وغير مناسبة لإظهارها على الملأ، فطريقة كيف يثق الإنسان بنفسه؟
طريقة الثقة بالنفس
هنالك عدة عناصر يجب أن تجتمع لتنمية الثقة بالنفس، وتقويتها، وهي كالتالي:
تحديد مزايا الشخصية
يجب على الشخص أن يحدد، ويعدد المزايا التي تتمتع فيها شخصيته، فهو أدرى بنفسه، وأعلم بها من غيره، وبالتالي عليه تعداد مناقبه، وكذلك تعداد سلبياته، وإجراء المقارنة، فإن طغت المزايا الإيجابية على المزايا السلبية، وتبين له بأنه شخص إيجابي، عندها سيغدو ضعف ثقته بنفسه أمر غير مبرر، ولا يجب أن يخجل من نفسه، أما إن كانت السلبيات طاغية على معظم شخصيته، فعليه أن يعمل على نفسه، ويتخلص من تلك السلبيات.
القضاء على الخجل
قد يكون الخجل سبب في عدم الثقة بالنفس، وليس هناك حل لمشكلة الخجل إلا الانخراط بالناس، بشكل مستمر، والمحاولة بشكل تدريجي على المحاورة، والتكلم، والانتهاء والتخلص من هذا الخجل بشكل تدريجي، شرط أن لا يتحدث الإنسان إلا بطريقة جدية، وأن يكون كلامه منطقيا وعقلانيا.
الثقافة
من الطبيعي أن يتدنى مستوى الثقة بالنفس لدى الأشخاص الذين تنقصهم الثقافة في مناحي الحياة المختلفة، وبالتالي فقد يجلس مع من حوله دون تمكنه من النطق حتى بكلمة واحدة، خاصة إن جهل الموضوع الذي يتحدثون فيه، وعليه لابد للشخص أن يثقف نفسه باستمرار، ويكون دائما على علم بما يحصل حوله، ويحاول الاطلاع على الجرائد، وقراءة الأخبار، وينمي مرجعيته الثقافية باستمرار من خلال قراءة الكتب، فمتى ما شعر الشخص بأنه على علم ولو بسيط ببعض الأمور، سينمي ذلك من ثقته بنفسه.
الرضى
على الشخص أن يرضى عن نفسه، وشكله، فمن أهم ما هى اسباب عدم الثقة بالنفس هو عدم الرضى عن الشكل، والمظهر، وهو من الأمور التي يصعب تغيرها خاصة الشكل، ودائما ما تتواجد هذه الصفة لدى الفتيات بحيث تكون ثقتها بنفسها معدومة؛ لأنها تعتبر نفسها غير جميلة، وهنا أقول أن الجمال نسبي، والجمال جمال الروح، فيجب على الشخص أن يرضى عن شكله حتى تزداد ثقته بنفسه.
في النهاية أنوه إلى أن الإنسان الذي يشعر بعدم الثقة بنفسه في بعض الأمور في الحياة، في حين يكون في أوج ثقته بنفسه في الأمور التي يفهمها، ويتقنها، عندها نقول أن هذا أمر طبيعي؛ لأن أسبابه معروفة، ومن الممكن تنمية الثقة بالنفس في تلك الناحية، أما الشخص الذي يشعر بعدم ثقة بنفسه في كل موقف من مواقف الحياة، وبكل أمر من أمورها، هنا ستتحول المسألة إلى حالة مرضية، بحاجة إلى معالجة.