مقدمة
لعل الكثير منا سبق له وأن قرأ العديد من الروايات أو شهد أفلاماٌ أو تابع بعض المسلسلات التي تتحدث جميعها عن قصص حب، ومن الطبيعي في هذه القصص والروايات أنها تكون مبنية على علاقة حب بين الشاب والفتاة، ولكن أيضاٌ قد خبرنا الكثير من العبر من روايات تتحدث عن الصداقة والعلاقات القيمة في المجتمع بين الناس، بالإضافة إلى حكايات تخص باحترام الأب وحب الأم لأبنائها، وهنا يتسلل إلى ذهن الجميع سؤالً مهم، فهل يقتصر الحب على العلاقات القائمة بين الشاب والفتاة فحسب؟ وإن كان هناك علاقات أخرى من الحب فهل يمكن أن تكون بمقدار الأثر في النفوس الذي تتركه العلاقات الأخرى، والسؤال الأهم هنا هو كيف يمكنك التعبير عن حبك إن وقعت به...؟
الحب: عبارة عن شعور فطري أوجده الخالق في جميع البشر، فكل انسان يحيا على هذه الأرض، لابد وقد سبق له أن وجد قلبه يخفق وبشدة، لأي موقف أو حدث قد مال هواه فيه لشخص ما، على اختلاف الأشخاص، دون أن يستطيع السيطرة على نفسه ولم يتح له فؤاده فرصة السؤال عن الهوى، وفي هذا المقال نتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة، وعلاقة الصداقة ومدى ارتباطها بالحب، المحبة في الأسرة، وكيف يمكن التعبير عن الحب في كل من الحالات السابقة.
المحبة بين الأصدقاء وطريقة التعبير
الصداقة شعور جميل في الحياة ومن غير وجوده ما استطاع الفرد منا أن يواجه الحياة بمتاعبها، وما قدر على أن يختلق لنفسه السعادة، فتحدث الصداقة بين الناس بموقف، أو إثر معاملة حسنة، وهناك نوع آخر من الصداقة وهي النوع الذي يولد الرزء الأكبر من المحبة بين الناس، وهي الصداقة التي تزرع جذورها بين الأشخاص بسبب مشكلة أو اختلاف في الرأي، فيقال ما من محبة إلا من بعد عداوة، وإن بحثت بين أفراد المجتمع تجدها عبارة صائبة، ويعبر الأصدقاء عن حبهم بطرق ووسائل جمة وكثيرة، ولكل من هذه الطرق ووسائل الوقع الجميل في النفوس، ذاك الوقع الذي لا تمحيه رياح الأيام والسنين، ومن هذه الطرق ووسائل التالي:
- التصريح بالقول: فهناك العديد من الأشخاص إن أصابهم الحب لأناس قد عاشوا معهم وعاشروهم وكان منهم الصحبة الرائعة والصداقة المميزة، سارعوا إلى من يحبون حتى إذا لقوهم ألقوا بما في قلوبهم من عبارات وكلمات وعبارات جميلة وتعابير صادقة ما تدل إلا عن الحب الخالص لأولئك الذين قد رأوهم في حياتهم، ورسموهم في أيامهم اجمل أحباب.
- الأفعال الملفتة: ونوع آخر من الناس إذا أحسوا بضرورة التعبير لأشخاص عن المحبة في قلوبهم، فإنهم يتعاملون مع القضية بشكل مختلف، فتجدهم لا يخلون مجلس أو موقف واحتاج فيها العون والمساعدة أو حتى المواساة، إلا وقد كان واقفاٌ إلى جانبه دائماٌ، ولا يطال من هذه المساعدة إلا رسم البسمة على شفتي من يحب، فمثل هؤلاء لا يحتاجون إلى التصريح بالقول، فأفعالهم تدل عليهم، ويفهمها أصحاب الشأن حتماٌ فالمحبة لغة القلوب لا الألسنة.
- الاستعانة بآخرين: مثل هؤلاء الأشخاص ليس بالضرورة أن يكونوا ذوي ضعف في الشخصية، كما وليس هناك أي شرط أن يكونوا خائفين من ردة فعل الطرف الآخر، فلربما قد وجد بعضهم أنها قد تكون مفاجأة جميلة لهم يسعدون بها، وهناك احتمال آخر قد يعتبره البعض الآخر ذا أهمية، فمنهم من يظن أني أطراف آخرين في التعبير عن المحبة دراسة للمستقبل ودراية به، فقد يحدث يعص الخلافات مستقبلاٌ، وقد لا يجد أحدهما أو كلاهما الفرصة ليذكر أحدهما الآخر بمحبتهم، فيكون هذا واجباً على من قد أُدخل بينهما منذ بداية العلاقة.
- جعل يوم التعبير يوماٌ يحتفلون به: ويحدث هذا في المحبة والصداقة الخالية من الكذب والخداع، ولعل القليل منا قد شهد ذاك المسلسل السوري "يوميات غوار" حيث كان يعطي بين ثناياه دروساً ثمينة في معاني الصداقة الحقيقة، فقد كان هناك يوماٌ في كل عام يجتمعون فيه رغم جميع الانشغالات التي يهتم بها كل منهم فيذكرون بعضهم البعض بالحب الأول بينهما، وهنا كانت أحلى أيام معرفتنا بمعاني الحب.
فكون الأشخاص أصدقاءٌ لا يعني أنهم لا يعرفون للمحبة باب، وفي الحديث عن الصداقة، تجد أ، هناك الصداقة بين رجل وامرأة أو طالب وطالبة بدأت من أيام الدراسة وزادت مع أيام العمل المشترك بينهما وكانت من العلاقات التي يكن لها المجتمع كل الاحترام والتقدير، وقد ينطبق عليها ما انطبق على أساليب التعبير عن الحب بين الرجال أو بين النساء، أي بين الأجناس المتشابهة، ولكن قد تختلف طريقة الحديث أو الأطراف الثالثة التي قد نستعين بها للتعبير عن المشاعر المحبة.
الأساليب بين الأجناس ومدى صدقها
إن في اختلاف الأجناس بعض اللبس في تقدير العلاقة التي تقام بين الرجل والمرأة على سبيل المثال، فقد تُفهم المشاعر من قبل أحد الطرفين بطريقة خاطئة؛ فمشاعر الصداقة ومشاعر الاحترام ومشاعر الحب الصادق ليست واحدة، على الرغم من تشابهها، فينبغي قبل أن نصرح بالحب دراسة ماهية وتفاصيل هذه العلاقة، ومدى تأثير ونتائج الفراق على الأنفس، وبعد ذاك يمكنك التعبير عن المحبة بكل أنواعها سواء كانت صداقة أو احتراماٌ، أو حتى عشقاٌ ومن طرق ووسائل التعبير في حال اختلاف الأجناس التالي:
- أن يتفق كل الطرفين على موعد مسبق التحضير: وفي هذا الموعد سواء كان موعد لتناول الطعام، أو كان نزهة للترويح عن النفس، فجو مثل هذا الجو يساعد الأطراف على تبادل وجهات النظر بشكل سلسل وجميل، فقد تمهد الأجواء المحيطة للمحبين الطريق للحديث بشكل مريح.
- استخدام الهدايا والكروت: وعادة ما تصدر هذه الطريقة من الذكور، لما يتعلق قلب الإناث من حب للمفاجآت والهدايا وكلمات وعبارات التقدير والتعبير عن الحب الصادق الرقيقة، وقد أشارت معظم الدراسات أن هذه الطريقة هي من اجمل وافضل الطرق ووسائل التي يؤثر في سن الشباب خاصة، فمثلها طريقة يمتلئ فحواها بالحيوية.
- أما الطريقة الثالثة فهي تتقاطع مع طريقة التعبير بين الأصدقاء، ولكن مع الاختلاف البسيط فقد يختار الطرفان هنا مكاناٌ يبعث بمشاعر الرومنسية والشاعرية التي سرعان ما تجعل المرء يخلد لنفسه ويتذكر كل ما كان من أيام جميلة ولحظات ممتعة عاشاها الطرفان في تلك الأيام الخوالي، ومهما انشغل كلاهما فقد يعود لهذا المكان، أما الاختلاف الآخر هو الفارق الزمني ففي الحالة الأولى قد يعود الأصدقاء ذاك المكان مرة أو بالكاد مرتين خلال العام، أما بين في اختلاف الأجناس فنجد الفتاة أو الشاب حتى وإن لم يكن هناك موعداً مسبقاٌ قد يزوران هذا المكان أكثر من مرة شهرياٌ، فالحب بأنواعه متشابه وتختلف فيه الطرق ووسائل فحسب.
الحديث عن المحبة والمحبين هو أمر يطول ويحتاج للدهر كله وما كفاه حقه من التعبير، أما في هذا المقال فنخلص من كل الحديث إلى أن المحبة هي هبة من الله عز وحل، لكل شخص في هذه البسيطة فابحث عنها داخلك، وحاول أن تعيش أيامك كلها بحب وساعدة لكافة الخلق الذين تراهم وتتعامل معهم، أما وإن احتجت للتعبير عن هذا الشعور فاتبع نداء قلبك فحسب، وهذا جدير بأن يجعلك أسعد الناس على وجه الأرض، وثق تماماٌ أنك ستهدى الطريقة المناسبة والتي تجعل أيامك تعم بالفرح والهناء.