جدول المحتويات
الحياة السعيدة
يسعى جميع الناس لبلوغ السعادة والعيش في حياةٍ مستقرّةٍ وهادئةٍ لا تشوبها أي شائبةٍ؛ لأنّ الحياة السعيدة هي الهدف والغاية الأهم كي تهدأ النفس، ويرتاح القلب، ولأن السعادة مسألة نسبية لا يُمكن حصرها في زاويةٍ أو شروطٍ معينةٍ، ولا يمكن أن نضع لها شروطاً مطلقة، أو حدوداً مُعيّنة، لذلك يختلف مفهوم وتعريف ومعنى السعادة والحياة السعيدة من مجتمع إلى آخر، ومن فردٍ إلى آخر أيضاً؛ فالبعض يرى الحياة السعيدة في الأموال الكثيرة، والبيوت الفخمة، والسيارات الفارهة، والبعض يراها في الذرية والأبناء والعائلة.
يعتبر بعض الأشخاص الحياة السعيدة مقرونةً بالمناصب والجاه والعلم والعمل، والبعض يراها في بلوغ هدفٍ معين، وتحقيقه، ومهما اختلفت مفاهيم وشروط الحياة السعيدة. هناك عدّة أمور ووسائل تبقى هي الشروط الأساسية لتحقيق الحياة السعيدة.
وسائل مفيدة لحياةٍ سعيدة
- الإيمان المطلق بالله سبحانه وتعالى ووحدانيته، وأنّ كلّ أمرٍ في الدنيا هو من تقديره وحكمته، وأن الأقدار بيده وحده سبحانه وتعالى، وتقوية وتنمية الصلة به، والتقرب إليه بالعمل الصالح والطاعات والعبادات؛ لأنّ الإنسان المنقطع عن الله هو مقطوعٌ في الحقيقة عن كل ما هى اسباب السعادة في الحياة، حتى وإن زيّن الشيطان له حياته الظاهرة، لكن لا يمكن أن تكون سعادةً بغير رضى الله وطاعته.
- مساعدة الآخرين، وتقديم العون والمساعدة لهم، واتخاذ العطاء فلسفة في الحياة، لأن العطاء يمنح شعوراً كبيراً بالسعادة، ويشيع المحبة بين القلوب، فتقل الضغينة بين أفراد المجتمع، ويتوسّع مفهوم وتعريف ومعنى السعادة.
- العلم والعمل، والانشغال بعلمٍ نافع، وعملٍ مفيد، وتجنّب الانشغال بالتفاهات والأمور الفارغة، التي لا تجلب أيّ شيءٍ مفيد.
- إظهار نعم الله، والتحدّث بها؛ لأنّ الله أوصانا بأن نتحدّث عن نعمه الكثيرة علينا.
- عدم مقارنة النفس بمن هو أعلى منها، ومن يملك أموالاً أكثر، ومن هو أجمل، والنظر لمن هم أقل ممّن يملكون من متاع الدنيا.
- الاهتمام بصحة الجسد، والحفاظ عليه، وعدم إهماله والتقصير في حقه؛ لأنّ الحياة السعيدة لا تكون بوجود جسد مريض، لذلك يجب الاهتمام بتناول الطعام المفيد، وممارسة الرياضة، والاهتمام بالأناقة والجمال.
- اختيار أصدقاء أوفياء، متفائلين، يهونون مصاعب الحياة، ويعينون على الخير، ويزرعون القلب بالتفاؤل والأمل.
- طاعة الوالدين، وصلة الرحم، وتبادل الزيارات مع الأهل والأحبة.
- الحفاظ على الابتسامة، والضحك، وطرد جميع الأفكار السلبيّة من الرأس، والتحلي بالإيجابية، والتفاؤل، وتجنب اليأس.
- عدم التعلّق بالماضي، والانشغال بالحاضر، والعمل لأجله دون التفكير المستمر بالمستقبل، والقلق عليه، مع حسن التوكّل على الله.
- تنمية النفس وتطويرها بالقراءة، والسفر، ومجالسة الأشخاص المنفتحين على الحياة، وممارسة الأنشطة والهوايات المفيدة.