جدول المحتويات
جعل الله سبحانه وتعالى الناس شعوبا وقبائل مختلفة في الأعراق والأجناس حتى يتعارفوا فيما بينهم، وتحصل بينهم الألفة والمودة، وتجتمع جهودهم في سبيل تعمير الأرض وإصلاحها، ويسخر بعضهم البعض في سبيل ذلك، فسنة الاجتماع بين الناس هي سنة فطرية جبل الناس عليها فلا يصلح أن يعيش إنسان دون الآخرين.
إن المتأمل في أحوال الناس يجدهم في ذلك أصنافا؛ فهناك الإنسان الاجتماعي الذي يحب الاختلاط مع الناس فتراه وبمجرد خروجه من المنزل إلى العمل أو غير ذلك يصنع العلاقات الطيبة مع الناس ويتحاور معهم، وتجد هناك الإنسان المنعزل الذي يكره لقاء الناس والاجتماع بهم ومشاركتهم مناسباتهم.
طريقة كيف يكون الإنسان اجتماعيا
حتى يتخلص الإنسان من الشعور السلبي اتجاه الآخرين ويقبل على الاجتماع بهم، فيقال عنه أنه اجتماعي عليه اتباع ما يلي:
- أن يحرص على أن يتشارك مع الناس في مناسباتهم وأفراحهم وأتراحهم؛ فالإنسان الاجتماعي تراه على الدوام يحرص على تلبية دعوة الناس إليه لحضور مناسبات الأفراح ومناسبات العزاء، وكذلك يحرص على تلبية دعوات الولائم للمناسبات المختلفة، وإن من شأن ذلك أن يجعل الإنسان اجتماعيا بسبب كثرة اجتماعه مع الناس في هذه المناسبات واختلاطه بهم وتبادل الخبرات .
- أن يحرص الإنسان على بناء علاقات إيجابية مع الناس وصنع الصداقات؛ فالإنسان وحتى يكون اجتماعيا عليه أن ينتقي من المجتمع الذي يعيش فيه أصدقاء وخلان له يتشارك معهم همومه ومشاكله، وأن يحرص على الابتعاد عن الوحدة لما تصنعه من الوحشة والغربة في النفس الإنسانية .
- أن ينخرط الإنسان ضمن العمل التطوعي والخيري الذي ينمي شخصية الإنسان الاجتماعية ويقويها، لذلك ترى الشخصيات العامة والمسؤولين يحرصون على مشاركة الناس في أعمالهم الخيرية والتطوعية لما يعلمون من أثرها الاجتماعي؛ فهي تكسب الإنسان مهارة الاجتماع مع الناس والتكلم معهم، كما تكسبه القدرة على خدمة الناس بشكل فعال وتجعل نفسه متواضعة لا تستكبر على أحد .
- أن يشارك الإنسان في العمل السياسي؛ فالعمل السياسي يساعد على جعل الإنسان اجتماعيا؛ حيث إن من متطلبات العمل السياسي أن يجتمع الإنسان بالناس لعرض برامجه وشرح أفكاره السياسية، وقد يكون ذلك من خلال الترشح لعضوية الاتحادات المختلفة في الجامعات والجمعيات وغير ذلك .
- أن يبادر الإنسان إلى السعي للإصلاح بين الناس عندما يختلفون فيما بينهم؛ فالاصلاح بين الناس يقتضي أن يكون الإنسان اجتماعيا ومؤهلا للتعامل مع أصناف مختلفة من البشر والاستماع إليهم، وكذلك يكون قادرا على جمعهم بامتلاكه مهارات وأسلوب حكيم .