الدم هو ماء الحياة الذي يجري في عروق الإنسان، ويُشكِّل ما نسبته 8% من كامل كتلة الإنسان، فإن كانت كتلة شخص 100 كيلوجرام؛ فإن كتلة دمه تكون 8 كيلوجرام. يتكون الدم من كريات الدم الحمراء وكريات الدم البيضاء والبلازما والصفائح الدموية، وجميع هذه العناصر ضرورية لتكوين الدم؛ ولكلٍ منها وظيفته التي يؤديه طوال عمر الإنسان. لون الدم أحمر قانٍ بسبب وجود كريات الدم الحمراء، والتي وظيفتها نقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم؛ وسحب ثاني أكسيد الكربون ودفعه إلى الرئة لإخراجه عن طريق الزفير. أما كريات الدم البيضاء أو الخلايا البيضاء؛ فهي عبارة عن خط دفاع الجسم، فهي جزء من نظام المناعة لدى الجسم، حيث أنها هي التي تقوم على حماية الجسم من الأمراض ومهاجمة العدوى بجميع أشكالها عند دخولها إلى الجسم، ويكون عددها في المتوسط ما بين خمسة آلاف وعشرة آلاف خلية في المليلتر المكعب الواحد، وتختلف أشكالها وأحجامها، وهي خلية وحيدة النواة. وجاءت تسمية هذه الكريات أو الخلايا بالبيضاء؛ نظراً للطبقة البيضاء الرقيقة التي تظهر بين رواسب البلازما وكريات الدم الحمراء؛ وذلك بعد القيام بعملية الطرد المركزي لعينة الدم. وتدوم مدة حياة خلية الدم البيضاء ما بين بضع ساعات إلى يومين على الأكثر حسب نوعها.
إن حدوث أي خلل في عدد كريات الدم البيضاء يؤثر سلباً على الجهاز المناعي للجسم، ففي حالة انخفاض عددها؛ يضعُف الجهاز المناعي للجسم؛ ولا يعود قادراً على مقاومة الأمراض والعدوى التي يمكن أن يلتقطها الإنسان. يتم إنتاج كريات الدم البيضاء في نخاع العظم، فإن وجِدَ أي أمر يؤثر على نخاع العظم فإنه سيؤثر على إنتاجه لكريات الدم البيضاء مثل التهاب فيروسي في نخاع العظم. يمكن أن تنخفض أعداد كريات الدم البيضاء نظراً لمحاربتها لعدوى فيروسية أدَّت إلى قتل العديد منها؛ ولم يتمكن نخاع العظم من إنتاج العدد اللازم لتعويض الفرق الحاصل بسرعة. العلاج و دواء الكيميائي والإشعاعي يمكن أن يكون له دور أساسي في تخفيض عدد كريات الدم البيضاء في الجسم، حيث أن هذه الأدوية تعمل على قتل الخلايا؛ وتكون خلايا الدم البيضاء ضحية لها. المضادات الحيوية لها تأثير ونتائج سلبي على كريات الدم البيضاء، فهي تعمل على قتلها لتقوم بعملها. وهناك أمراض تكون مُسببة لنقص أعداد كريات الدم البيضاء مثل الإيدز (متلازمة نقص المناعة المكتسبة) واللوكيميا (سرطان الدم)، وزيادة مُفرِطة في نشاط الغدة الدرقية أو الطحال، وغيرها من الأمراض التي تكون السبب الرئيسي في هذا الإنخفاض.
أمّا عن الأعراض التي يمكن من خلالها معرفة وجود هذه الحالة؛ فقر الدم أو الأنيميا، زيادة مفرطة في دم الدورة الشهرية على غير العادة وتكون مدتها أطول من الوضع الطبيعي؛ في حالة وجود نزيف في الرحم غير متعلق بالدورة الشهرية. حدوث التهابات في الفم واللثة، التعرض للعدوى وحدوث بعض التقرحات وعدم شِفاء المريض من الأمراض بسرعة كما كان في السابق، كثرة العطش والرغبة في الشرب وخصوصاً المشروبات الساخنة. إذا حدثت أي من هذه الأعراض؛ فيجب فوراً عمل تحليل مخبري للدم لمعرفة وضع كريات الدم البيضاء في الجسم؛ وعرض النتائج على طبيب مختص لأخذ النصح أو العلاج و دواء اللازم.