الحمل
لا يوجد أيّ دراسات تفسّر سبب قدرة المرأة على احتمال فترة الحمل والولادة، على الرغم من أنّها فترة صعبة ومليئة بالمتاعب، ومن خلال بعض الدراسات التي أجريت على حركات الجنين داخل رحم الأم، لم يتمّ الوصول إلى أيّ تفسيرات سوى أنّها الوسيلة الوحيدة التي يستطيع الجنين من خلالها أن يعبّر عن مشاعره وأحاسيسه، وعلى الرغم من أنّها حركات لا تذكر أحياناً إلا أنّ فرحة الأم بها تكون عظيمة وتنتظرها بفارغ الصبر.
دلالة حركة الجنين
من الجانب العلمي يشير أطباء النسائية والتوليد إلى أنّ حركة الجنين مهمّة، إذ تتعلق تحركات الجنين بصحته وسلامته، ولكن السؤال المهم الذي قد يدور في الذهن، هل شدة حركة الجنين تعتبر إيجابية أم تدل على أمر سلبيّ؟
يشير استشاريو النسائية إلى أنّ الأم يمكنها أن تلاحظ سبعين إلى ثمانين بالمئة من تحركات الجنين، حيث إنّ هناك تحركات لا تستطيع رصدها مثل مص الجنين لإصبعه، أو مثل ثني الأيدي والأرجل أو إغلاق وفتح الأيدي، والتي تعني أنّ الجهاز العصبي بصحة جيدة، كما أنّ أكثر فترة تحسّ فيها الأم بتحرّك أطراف الجنين هو الوقت الممتدّ بين الساعة التاسعة مساءً والساعة الواحدة بعد الظهر، حيث تقل نسبة السكر في الدم.
كما تشير الدراسات إلى أنّ حركات الجنين مرتبطة بتدنّي نسبة الأكسجين داخل الدم، فإذا أحسّت الأم بعدد حركات أقلّ من حركتين خلال الساعة الواحدة أو حتى أنّ الجنين لم يتحرك خلال اثنتي عشرة ساعة، فهذا قد يعني أنّ هناك مشكلة تواجه الجنين وتهدد حياته، مع العلم أنّ وزن الأم الزائد قد يؤثر على الإحساس بحركة الجنين، وقد يؤثر كثرة السوائل أو وجود الخلاصة في الأمام أيضاً على قدرة الأم بالشعور بحركة جنينها.
لأنّ تحركات الجنين مهمّة ينصح الأطباء كلّ امرأة حامل بالانتباه إلى حركة جنينها، وذلك اعتباراً من بداية الشهر السابع، وذلك بشكل يومي من خلال هيئة النوم على الجهة اليسرى (وليس على الجهة اليمنى)، حيث يضغط رحم الأم على الشريان الأورطي الذي يزود الرحم بالدم.
من الطبيعيّ الشعور بحركتين إلى ثلاث حركات خلال الساعة الواحدة، فإذا كانت أقلّ من ذلك يجب على المرأة اتباع وسيلة العدّ حيث تعدّ على الأقل عشر حركات خلال اثنتي عشرة ساعة (وذلك ما بين الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة التاسعة مساءً)، وكتابة وقت الإحساس بالحركات العشرة ومقارنتها بباقي الأيام التالية.
إن لمتابعة تحركات الجنين أهمية وفائدة بالغة في بعض الحالات المرضية، والتي يعتبر فيها الجنين معرّضاً للخطر مثل مرض سكري الحمل، أو تسمّم الحمل، بالإضافة إلى تأخّر وقت الولادة عن الموعد المحدد أوسوء نموّ الجنين.