ثبت دواء الباركنسون نجاعته في السيطرة على أعراض المرض لدى معظم المرضى الى حد بعيد، على الرغم من تصنيف مرض باركنسون بين الأمراض المزمنة، التي لا يمكن الشفاء منها تماماً.
وفي السنوات الأخيرة، أحرز الطب تقدُّماً ملحوظاً في العلاجات الدوائية المستخدمة في علاج و دواء باركنسون؛ حيث طوَّر العلماء والباحثون المزيد من الأدوية الجديدة..
وبالنتيجة فإن الأبحاث العلمية، التي درست طبيعة مرض الاعصاب باركنسون وما هى اسباب ظهور أعراضه، بالإضافةً الى الاستخدام الأمثل للأدوية التي ظهرت سابقاً.. كل هذه العوامل مجتمعة، قد أحدث فرقاً كبيراً في جودة حياة المرضى الذين يعانون من هذا المرض.
كيف يساعد دواء الباركنسون في السيطرة على أعراض المرض؟
كما أسلفنا في مقالات سابقة، تظهر اعراض باركنسون نتيجة فقدان الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين. لذلك، وسبب انخفاص مستوى الدوبامين المسؤول عن تنظيم حركة العضلات في الجسم، تظهر الأعراض التي يشتهر بها داء باركنسون.
وفي محاولة للسيطرة على هذه المشكلة، يجري تطوير المزيد من العلاجات الدوائية، التي تقوم على تخفيف الأعراض بطرق ووسائل متعددة، منها:
- زيادة كمية الدوبامين في الدماغ، بإعطاء أدوية مثل ليفودوبا.
- إعطاء بعض الأدوية التي تشابه الدوبامين شكلاً ووظيفةً، وبالتالي تحلُّ محلَّه في الدماغ وتحاكي وظائفه.
- منع تكسّر الدوبامين الموجود أصلاً في الدماغ، مما يرفع من مستوياته.
وغالباً ما يكون تأثير ونتائج إحدى أنواع دواء الباركنسون عظيماً على أعراض المريض.. لاسيما في بداية باركنسون وعلاجه . فيما تنخفض فاعلية العلاج و دواء شيئاً فشيئاً على الأغلب، حتى تصبح الأدوية أقل فاعلية وقدرة على السيطرة على الأعراض باستمرار.
وعلى الرغم من ذلك، فإن السيطرة على داء باركنسون واعراضه باستخدام الأدوية المختلفة، دون اللجوء الى الحلول الجراحية، يبقى الحل الأمثل في معظم الحالات.
بعض أدوية باركنسون التي يصفها الأطباء لعلاج و دواء أعراض المرض
1- كاربيدوبا- ليفودوبا (carbidopa-levodopa)
ليفودوبا: هي مادة كيميائية ينتجها الجسم ويستخدمها الدماغ لتصنيع الدوبامين، وباستخدام علاج و دواء ليفودوبا يزداد تصنيع الدماغ للدوبامين وترتفع مستوياته.
يعدُّ كاربيدوبا- ليفودوبا (carbidopa-levodopa) دواء الباركنسون الأكثر فاعلية بين علاجات هذا المرض. حيث يتم إعطاء عقار ليفودوبا مقروناً بمادة تسمي “كاربيدوبا”. وتقوم هذه المادة على منع تحول الليفودوبا الى دوبامين خارج الدماغ، مما يقلل الأعراض الجانبية كالغثيان، ويزيد من فاعلية العلاج.
ولكن، بالاستخدام المستمر لعلاج و دواء ليفودوبا لعدة سنوات، وبتقدُّم مرض بركنسون ، قد تقلُّ فاعلية هذا العلاج و دواء وقدرته على السيطرة على الأعراض بشكل مستقر.
ومن خلال استخدام جرعات عالية من هذا العلاج، قد تظهر بعض الأعراض الجانبية، والتي تشمل حركات لا إرادية. حيث يقوم الطبيب في هذه الحالة بضبط الجرعة عبر تقليلها.
تشمل الأعراض الجانبية لعلاج و دواء ليفودوبا: الغثيان، والدوخة عند القيام من وضع الاستلقاء، وهذا سبب حدوث هبوط مؤقت في ضغط الدم.
والجدير بالذكر، أن علاج و دواء ليفودوبا يعطى كأقراص عن طريق الفم. كما يمكن أن يعطى أيضاً على صورة مادة هلامية (جيل)، بوساطة أنبوب الى الأمعاء، وهذا لضبط مستويات العلاج و دواء في الدم بالشكل الأمثل.
2- علاج و دواء ليفودوبا القابل للاستنشاق (INBRIJA)
في الآونة الأخيرة، صمَّمت إحدى شركات الأدوية نوعاً من الليفودبا، يمكن تناوله من خلال الاستنشاق، وتم إطلاقه تحت اسم (INBRIJA)، ويجري استخدامه كجرعة بين جرعات ليفودوبا التي يتم تناولها عن طريق الفم.. حيث يخفف أعراض بطء الحركة التي تظهر عند المرضى الذين يتعاطون ليفودوبا لفترات طويلة. باركنسون وعلاجه
3- محاكيات الدوبامين في دواء الباركنسون
تعدُّ محاكيات الدوبامين نوعاً من أنواع دواء الباركنسون وهو يشبه الدوبامين الى حدٍّ كبير في الشكل الكيميائي والوظيفي، ويكون أقل فاعلية منه عادة. إلاً أن تأثيره يستمر لفترة أطول نسبياً.
في غضون هذا تشابه الأعراض الجانبية التي قد تنتج عن استخدام محاكيات الدوبامين، هذه الخاصة بليفودوبا، بالمزيد إلى هذا يحتمل حدوث هلوسة ونعاس. كما لا بد من مراجعة الطبيب في حال حدوث تغيّرات في شخصية المريض.
4- الأدوية التي تمنع تكسّر الدوبامين
وتشمل نوعين من الأدوية، تتحدد وظيفتهما في تثبيط الأنزيمات التي تكسر الدوبامين الموجود بالدماغ، وهما أكسيداز أحادي الأمين (MAO B)، وإنزيم (COMT).
علاوة على ذلك، فإنه بمنع تكسير الدوبامين، ترتفع مستوياته في الدماغ، وتتحسن بهذا اعراض باركنسون لدى المريض.