تعرف ما هو جزاء النساء في الجنة

تعرف ما هو جزاء النساء في الجنة

إنّ الله حين يذكر في كتابه العزيز أنّ للمؤمنين أو المتقين جنات تجري من تحتها الأنهار أو أنّ لهم أجرا عظيما وفوزا عظيما يقصد المؤمنين كلهم الذكور والإناث، وليس الذكور وحدهم، وهذا ما يسمّى في اللغة (التغليب)، ويعني تغليب المذكر على المؤنث، لأنّ المذكر في اللغة هو الأصل، فإن أريد تأنيث الاسم المذكر أضيف إلى آخره حرف تأنيث، فيصبح اسما مؤنثا، وتأسيسا على هذه الحقيقة يكون مصير النساء في الجنة هو ذاته مصير الرجال، فلا يعقل أن تُكلف النساء بالعبادة وعمل الصالحات كما يُكلف الرجال، ثمّ لا تلقى الجزاء ذاته الذي وُعد به الرجال، فالله سبحانه عادل لا يظلم فتيلاً.

وزيادة على ذلك أشار القرآن صراحة في أكثر من موضع إلى مصير النساء في الجنة، والمواضع كثيرة، والاكتفاء بموضعين يغني في هذا السياق إن شاء الله، فقد قال تعالى: "وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (التوبة: 72)، وقال أيضا: "يوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (الحديد:12). إنّ الوعد كان من الله للبشر جميعا رجالا ونساء كما أثبتت الآيات السابقة.

وستتمتع المرأة المؤمنة التي تدخل الجنة بكل الامتيازات واللذات التي سيحظى بها الرجال دون تمييز، والدليل على ذلك قوله تعالى: "لَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة: 17}، وكلمة (نفس) في الآية تشمل الجنسين، ولا تقتصر على أحدهما، مما يقطع بوضوح مسألة التنعّم بملذات الجنة من طعام وشراب ومساكن طيبة، وترى المرأة كما يرى الرجل أهله وأحبته الذين كان يحبهم في الدنيا فقال تعالى: " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ الطور"(21)، ويحظى الجميع بالراحة البدنية والنفسية، فالإنسان في الجنة لا يغتمّ ولا يهتمّ ولا يمرض ولا يخاف ولا يقلق ولا يندم ولا يتعب في الحصول على ما يريد، وكل ما يحدث له في الدنيا من سوء يندثر في الجنة حتّى الموت لا يكون، ففي الجنة خلود ولا موت هكذا حدثنا النبي عليه الصلاة والسلام.

تبقى مسألة زواج النساء وشهوتهن في الجنة، كيف يجزي الله المرأة في هذا الشأن؛إذ الرجل له الحور العين، ولا تقطع الأحاديث الواردة في ذلك بعددهنّ، المهم أنّ الله يعطي الرجال قنوات لهم عن هذه الشهوة التي أودعها الله في الإنسان، فيهبه الحور العين التي يعجز العقل البشري عن وصف جمالهن؛ فالدنيا لا تحوي جمالا يداني جمال الآخرة في كلّ شيء، ومن ذلك الحور العين. إذا كان الرجال يستمتعون بالحور العين فماذا عن النساء، ولماذا لم يرد في القرآن شيء عن استمتاع المرأة بالرجل في الجنة، أو عن قضاء شهوتها؟

وللإجابة عن هذا السؤال يجب إيضاح أمر مهم قبل الشروع بالشرح والتفصيل، وهو أنّ الله عز وجلّ يعيد النساء في الجنة إلى حالهنّ قبل الزواج، أي أبكار، والعجائز يرجع إليهن شبابهن، وهذا ما يؤكّده قول الله تعالى: "إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً (35) فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا (36) عُرُبًا أَتْرَابًا (37). الواقعة. وعلى ما يظهر أنّ الحور العين هنّ نساء الدنيا المؤمنات القانتات، ولكنّ الله يمنحهنّ جمالا عظيما يفوق جمالهنّ في الدنيا أضعافا مضاعفة. والله يسلب من المرأة أيّ رغبة قد تخطر على قلبها تجاه أي رجل غير الذي يختاره الله لها في الجنّة فقد قال تعالى: "فيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ (56) فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) [الرحمن 56-58].

أمّا عن سبب عدم ذكر شهوة المرأة فمردّه إلى تأدب القرآن الكريم في العرض، وهذا باب واسع في القرآن الكريم، تصعب لملمته، وبيان ذلك أنّ المرأة في الدنيا تخجل وتستحي من حديث الشهوة ومن الإشارة إليها صراحة أو ضمنا، ولهذا لم يصرح القرآن بها، وترك الأمر مفتوحا للعقول للتدبر والتفكّر.

وقد يتبادر إلى الأذهان سؤال آخر عن أيّ الرجال الذي تكون له النساء حورا عينا؟ والجواب عن ذلك أن النساء اللواتي لهن أزواج ودخلوا معهن الجنّة فهم أزواجهن فيها (أي الجنة)، وأمّا اللواتي لم يتزوجنّ في الدنيا أو المطلقات في الدنيا أو اللواتي لم يزحزح أزواجهن عن النار فإن الله يجعلهن حورا عينا لرجل من أهل الجنة يختاره الله سيرا على قوله صلى الله عليه وسلّم : "ما في الجنة أعزب". أمّا المرأة التي تزوجت بعد زوجها المتوفى مهما تعددوا فإنها ستكون لآخر زوج لها في الدنيا كما جاء في الحديث الذي صححه الإمام الألباني رحمه الله الذي يقول فيه النبي عليه الصلاة والسلام: "المرأة لآخر أزواجها"، ويثبت ذلك أيضا قول الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان لزوجته: "( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ) . والله وحده أعلم

اذكار الصباح - نوع غشاء البكاره - الحروف الابجدية - كلام رومانسي - شهر 12 - كلام عن الام - كلام جميل - صفحات القرآن - الجري السريع - ترددات القنوات - كلام جميل عن الحب - كلمات عن الام - كلام في الحب - عبارات تهاني - كلام حب و عشق - طرق إثارة - دعاء للمريض - كلام حلو - الحروف العربية - العشق - دعاء للميت - تفسير أحلام - ادعية رمضان - الوضوء الأكبر - أعرف نوع الجنين - كلام جميل