يقول الحق سبحانه و تعالى : ( فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب )، فالله سبحانه كلف الأنثى بما كلف به الذكر من العبادات، فهي مأمورة بالإيمان و الطاعةللمولى عز و جل.
و لما كان التّكليف مشتركاً كان الجزاء مشتركاً أيضاً، و كما روعي الفرق الخلقي بين الذكر و الأنثى في التكليفات فيراعى ذلك الفرق أيضا حين الجزاء، فكما أن المرأة تعذر بالإفطار في رمضان أيّام الحيض مثلاً، نظراً لبنية خلقها و تعوض ذلك بعد إنقضاء مدة الحيض، كذلك يجب ان يراعى في الجزاء بنية كل من الرجل و المرأة.
لقد وعد الرجال بالحور العين لأنّ ذلك مما تقتضيه طبيعة الذكر من الرغبة في النساء للمتعة، إلا أن جميع المختصين بلا إستثناء يؤكدون أنّ طبيعة المراة مغايرة لذلك تماماً، ولا ينطبق عليها ما ينطبق على الرجل.
الرجال في الجنة مع زوجاتهم إن كن مؤمنات و مع الحور العين أيضاً، و إن كانت زوجاتهم غير مؤمنات أو كان الرجال لم يتزوجوا في الدنيا فإنهم يكونون مع الحور العين.
أمّا النساء في الجنة فإن كانت المرأة متزوجة و كان زوجها صالحاً كانت مع زوجها، و إن كان ليس من أهل الجنة، زوّجت برجل من أهل الجنّة؛ و إن كان اختلف هل هو من المؤمنين من النّاس في الدنيا ممن لم يتزوج أو من خلق الله الذين يخلقهم للجنة؛ فقد ثبت أنّ الله يخلق خلقاً جديداً بعد الحساب و يدخلهم الجنة بلا بلاء و بلا حساب.
و إن كانت المرأة قد تزوّجت بأكثر من رجل في الدنيا - على فترات - فإنّها تكون مع أعلاهم درجة عند الله، و إن كانت مطلقة فإنها تخير بالعودة لطليقها أو أن تتزوج من رجال أهل الجنة.
و المرأةإن إشتهت الحمل و الولادة في الجنّة كان لها ذلك، و نساء أهل الجنّة يصبحن اجمل وافضل من الحور العين، ذلك أنّه لا ينبغي لمؤمنة أن يمسّها حزن في الجنة مطلقاً.