عام الحزن هو العام الذي إزداد فيه أذى قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم وايضاً فقد فيه اهم اثنين كانا عوناً له في مجابهة أذى مشركي مكة وقريش وقد مات عمه أبو طالب الذي كان يحميه من قريش وماتت ايضاً زوجته أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وكان ذلك في العام العاشر للبعثه اي قبل ثلاث اعوام من الهجرة وقد كان لوفاة عمه ابوطالب ووفاة السيدة خديجة وقعاً عظيماً على قلب الرسول عليه افضل الصلاة والسلام لانه فقد الحماية من شرور قريش لانهم كانوا بتربصون به وبأصحابه بسبب دعوته للأسلام ويذكر التاريخ ان السيدة خديجة ماتت بعد عم النبي ابو طالب بشهر واحد فقط .وكان النبي يحبها حباً كبيراً لانها كانت وفية له ولدعوته وساعدته بمالها ورزقها وكانت ام بناته ورفيقة دربه حيث كانت أول النساء التي امنت به وبدعوته للأسلام وعبادة الله وحده وكان الرسول صلى الله عليه وسلم بشرها قبل موتها بالجنة حيث اتاه جبريل عليه السلام وقال له ( يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام، أو طعام، أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشِّرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب).وكان رسول الله يعلم ان الدنيا دار ابتلاء ودار امتحان ودار أحزان وسمي العام هذا بعام الحزن بسبب حزن النبي صلى الله عليه وسلم .
ومما زاد حزنه في نفس العام إنّه توجه الى الطائف لدعوة أهل الطائف الى الأسلام وكان معه الصحابي زيد بن حارثة ولكنه جوبه بالصدر والأذى من قبل أهل الطائف الذين أذووه بالحجارة حتى سالت الدماء من قدمي الرسول صلى الله عليه وسلم ومن رأس زيد بن حارثه الذي كان يدافع عن الرسول ويصد عنه الحجارة وعودته بعد ذلك الى مكة حزن ايضاً على ذلك الأذى والصد من قبيلة ثقيف في الطائف . وعندها تجلت قدرة الله سبحانه وتعالى واراد ان يزيل الهم والغم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعندها اسرى الله به من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى ثم عرج الى السموات العلى في رحلة افرحت النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ? إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ).وبالرغم من ذلك إلا أن قريش كذبت الرسول في رحلته بالرغم من وصفه المسجد الأقصى وصفاً دقيقاً . وبعدها بعامين هاجر الى المدينة المنورة التي كانت بداية تأسيس الدولة الإسلامية التي أدخلت الدنيا في النور واخراجهم من الظلمات .