أصبح معروفاً لدى الجميع على مستوى العالم أن الله سبحانه وتعالى هو رب كل شيء ومليكه ، وأصبح الاعتقاد جازماً بوجود رب لكل شيء يحيط بنا ، فهذا التنظيم المحكم في حياة الناس ، وهذا الفن المتقن في خلق الكائنات ، والبشر ، والجبال والسموات ، كلها من صنع الخالق الذي لا شريك له ، فالله سبحانه هو العظيم الذي لا يحمد على مكروه أو محمود سواه ، فكيف لنا أن نعصي رباً هو مالك كل شيء ، وهو الخالق والمسبح والعظيم والودودو والموجود في كل مكان .
فالرب يعني المسؤول ، والمسؤول هو الذي لا تضيع عنده المسؤولية ، فهل سألت نفسك يوماً لماذا لا ينام الله ؟ والسبب جليا أمامك ، فالله إن غفلت عيناه أصبح الكون بلا حام ، وأصبح البشر بلا رقيب ولا حسيب ، فهو سبحانه رب كل الخلائق ، منذ قديم الازل ، وربنا ورب العرش العظيم .
تعريف ومعنى توحيد الربوبية :-
توحيد الربوبية : هو التسليم الجازم بأن الله وحده هو رب كل شيء ومليكة ، وأنه الخالق للعالم ، المحي المميت ،الرزاق الذي ليس له شريك في الملك ، لا راد لأمره ، ولا معقب لحكمه ، ولا مضاد له ،ولا مماثل ،ولا منازع له في شيء من معاني ربوبيته ومقتضيات اسماء وصفاته .
ودعونا الله لنتطرق ووسائل للمفهوم وتعريف ومعنى بشكل موسع ، فتوحيد الربوبية يعني أمرا واحداً فقط ، هو التسليم الجازم ، والتسليم الجازم ، أي الذي لا شك فيه ، والذي لا يمكن أن يكون هناك غبار عليه ، والذي لا يمكن لآي مسلم أن يقلل من قيمته أو أهميته ، فالتسليم الجازم يعني الأكيد القاطع اليقيني .
بأن الله هو رب كل شيء : فكما ذكرنا سابقاً ، فالرب واحد ، ولو كان هناك أكثر من اله ، لذهب كل واحد بما خلق ، ولآصبح على الدنيا السلام ، فالخالق واحد ، والمدبر واحد ، والعظيم واحد لا شريك له .
فالله هو المحيي والمميت ، والمحيي يعني الذي يخلق من العدم ، والذي سيحيي الموتى للحساب ليوم الثواب والعقاب ، وهو القادر فقط على فعل ذك ، والمميت ، الذي يأمر بقبض الأرواح ، فكل شيء حولنا بقسم .
لا شريك له ، ولا راد لأمره ، أي أنه لا يمكن لأي مخلوق سواء أكان جن أو انس أو ملاك أن يرد أمر الله إن نفذ ، فهو الوحيد القادر على أن يجعل المسلم والكافر والعدو والصديق على حد سواء ، فلا فارق بينهم جميعاً إلا مقدار الطاعة لله ، والولاد لآمره .
وختاماً ، فإن الله الذي خلق كل شيء في هذه الدنيا ،قادر على أن يمحيها بلمح البصر ، فقط كونو على يقين بقدرة الله العظيمة على توزيع الأقدار على العباد كيفما شاء .