ولـــد الهــدى ( صلى الله عليه وسلم ) - أحمد شوقي
وُلِـد الُهدى ، فالكائنات ضياء .... وفــــــم الزمان تَبَسُّمٌ وثناءُ
الروح والملأ الملائـك حـوله .... للـــديــــــن والدنيا به بُشـراء
والعيش يزهو، والحظيرة تزدهي .... والمنتهى والسِّـدرة العصماء
والوحي يقطر سلسلاً من سَلْسَلٍ .... واللوح والقلم البديع رُواء
يا خير من جاء الوجود تحية .... من مرسلين إلى الهدى بك جاءوا
يومٌ يتيه على الزمان صبـاحُه .... ومســاؤه بمحمــد وضـــــــاءُ
ذُعِرت عروس الظالمين فزُلزلت .... وعلـت على تيجانهم أصـداء
نعـم اليتيم بدت مخايل فضلِه .... واليـتم رزق بعضه و ذكــــــاء
يا من له الأخلاق ما تهوى العلا .... منها وما يتعشق الكبـراء
لو لم يُقم دينًا ، لقامت وحدها .... دينا تضــيء بنوره الآنــــــاء
زانتك في الخُلُق العظيم شمائلٌ .... يُغري بهن ويُولع الكـرماء
فإذا سخوت بلغت بالجود المدى .... وفعلت ما لا تفعل الأنواء
وإذا عفوت فقـادرا، ومقدَّرًا .... لا يستهين بعفوك الجــهـــــلاء
وإذا رحمــت فـأنت أمٌّ أو أبٌ .... هـذان فـي الدنيا هما الرحماء
وإذا غضبت فإنتعرف على ما هى غَضبة .... في الحب، لا ضغن ولا بغضاء
وإذا خطبت فللمنابر هـزة .... تعرو الندِيَّ وللقـــلـــــوب بكــاء
وإذا قضيت فلا ارتيابَ كأنما .... جاء الخصومَ من السـماء قضاءُ
وإذا حميـت الماء لم يُورَدْ، ولو .... أن القياصر والملوك ظماء
وإذا أجرت فأنت بيـت الله، لـم .... يدخل عليه المسـتجير عـداء
وإذا أخذت العهد أو أعطيـته .... فجميـع عهدك ذمـة و وفـــــاء
يا أيها الأمي، حســبك رتـبةً .... فـي العلم أن دانت بك العلماء
الذكـر ربك الكبرى التي .... فيها لباغي المعجـزات غنــــاء
صدر البيان له إذا التقت اللُّغى .... وتقـدم البلغــــاء والفصـحاء
حسدوا فقـالوا شاعرٌ أو ساحر .... ومن الحســود يكون الاستهزاء
ديـــــن يشيِّد آيـة فــي آيـة .... لبناته الســـــورات والأضـواء
الحق فيه هو الأساس، وكيف لا .... والله جـل جلاله البَــنَّـــــاءُ
وقال ابن جابر الاندلسي في رسول الله صلى الله عليه وسلم
في كلّ فاتحة للقول معتبرة … حق الثناء على المبعوث بالبقرَه
في آل عمران قِدماً شاع مبعثه… رجالهم والنساء استوضحوا خبَرَه
قد مدّ للناس من نعماه مائدة … عمّت فليست على الأنعام مقتصرَه
أعراف نعماه ما حل الرجاء بها … إلا وأنفال ذاك الجود مبتدرَه
به توسل إذ نادى بتوبته … في البحر يونس و الظلماء معتكرَه
هود ويوسف كم خوفٍ به أمِنا … ولن يروّع صوت الرعد منذكَرَه