لا نبالغ إذا قلنا أنّ ريادة الأعمال والغوص في عالم المال والأعمال والاستثمار بكل قوانينه وثوابته ومتغيراته يقدم لك التفكير المنظم والخطة اللازمة لا لنجاحك على المستوى المهني فحسب بل يمكنك أن تعتمد ذات التفكير والمهارات المكتسبة من الخطة المتّبعة في حياتك الشخصية أيضا، هذا صحيح فحتى الأشخاص العاديين يحتاجون أحياناً لممارسة بعض المهارات والمعرفة التي يمتلكونها من خلال علاقاتهم وصداقاتهم لتطبيقها في تعاملاتهم الشخصية واتباعها في إدارة كثير من المواقف التي تمر بهم والتي بغيرها لن يتمكنوا من تجاوز العقبات التي تواجههم بطريقة صحية تؤتي ثمارها فيما بعد لتحقيق غاية أو هدف معين لصالحهم.
أما على المستوى المهني، فأنت كريادي فاعل لا حالم ستحتاج لرؤية واضحة وخارطة طريق الخمسة سنوات القادمة من حياتك مثلاً، والتي من خلالها ستخلق عالمك الخاص لتنفع نفسك أولاً ومجتمعك بالضرورة ثانياً، وأن تجعل من المجازفة منهجاً لقصة حياتك القادمة والمرتكزة على هدف واضح وحلم تعيش له وتقاوم من أجل أن تراه يوماً واقعاً ماثلاً أمامك. ذلك الحلم الذي سيخطف النوم من عينيك فلا تلبث أن تضع رأسك على الوسادة متمنياً أن تهرول الدقائق وتطير الساعات حتى يأتي غداً وتعانق أحلامك بيديك وتلمس ثمار تعبك وكدّك بالسرعة القصوى وتتلذذ بطعم النجاح.
فعلياً هذا ليس من المستحيلات، فأنت سيد نفسك والمتحكم الوحيد في مصيرك، أنت من تحدد صلاحية وقتك وإبداعك وقدراتك وفعاليتها أنت وحدك ولا أحد يستطيع أن يملي عليك ما يريده، حيث إنّ كل منّا لديه أفكاره وتوجهاته وطموحاته التي يفكر كثيراً في تحقيقها فلا بدّ أنّ لديك مثلها، ولكن طالما أنك اخترت أن تكون هنا في عالم الأعمال والإبتكارات فلا مكان للخيال والتصورات يا عزيزي. إذا أردت أن تكون ريادياً مميزاً فعليك من الآن أن تأخذ على عاتقك مهمة النهوض بنفسك وبنسف أي شيء تقليدي من نظام حياتك ومن ثم استمتع بالنتائج، نعم فرواد هذا المجال هم أناس ذو مسؤولية يعملون بشغف وإصرار وقد أخذوا على عاتقهم مهمة تغيير العالم وخلق شكل جديد وممتع للحياة يحبّونه وهنا يكمن السرّ؛ أن تحب ما تفعل وما تجيد أداؤه فعلاً.
معنى حديثنا هنا، كونك تريد أن تصبح رائد أعمال محترف في مجالك يعني هذا أن لديك قصة شيّقة لترويها للعالم وأن مهمتك أن تطوّع الظروف والأشخاص لخدمة قصتك أعني هذفك والذي ستكون على أتم الاستعداد لأن تحترق وتكابد حتى ينمو ويكبر ذلك الحلم ويكفّ عن كونه مجرّد خاطرة ليتجسّد حقيقة واقعية كالشمس بزغ في ذهنك من لا شيء وأصبح في حياتك محوراً متميزاً شاهداً على براعتك وعزمك الشديد.
كل ما ذكرناه لا يعني أبداً أن الطريق لما نتوق إليه ونسعى لإنتاجه بهذه السهولة أو أن الحياة وردية وأن الأحلام ستاتيك راكضةً وأنك ستقطف ثمارها قريباً. لا يا عزيزي ليس الأمر بتلك البساطة. لتكن على علم أنك في اللحظة التي يتقرر فيها أن تصبح ريادياً ناجحاً فإن هذا سينقلك إلى أول الطريق لتستعد لبدء المغامرات وسلك منحنى مختلف تماماً في هذه الحياة مليء بالتحديات والمعيقات التي ستظهر من حيث لم ولن تحتسب. أبشّرك بأن تلك الصعوبات الصديقة على طول الطريق هي من سيُخرِج من داخلك ريادي عظيم وقدرات جبّارة ستصنع منك ما كنت تحلم به أمس وستقدّم لك خبرة ثمينة على طبق من ذهب لن يقدّمُه أحد غيرها إليك ولن تجدها عند سواها والشاهد يا عزيزي تفاعلك وطريقة تلقيك لمثل هذه الدروس القيّمة لتنطلق للحياة والنجاح والإعمار. مستعد ؟ لا تضيع الوقت وانطلق الآن!