الاقتصاد
هو علم اجتماعيّ يهدف إلى وصف العوامل التي تحدد الإنتاج، والتوزيع، والاستهلاك من السلع والخدمات، وكان اليونانيون القدماء هم أوّل من استخدموا مصطلح الاقتصاد، وارتبط المفهوم وتعريف ومعنى اليونانيّ بالسياسة، وتم فصل هذا المفهوم وتعريف ومعنى في القرن التاسع عشر ليكون علماً تخصصياً وحده، ويركز الاقتصاد على سلوك وتفاعلات العوامل الاقتصادية.
ينقسم حالياً إلى العديد من الأجزاء الفرعيّة الأخرى كالجزئيّة الذي يدرس سلوك العناصر الأساسيّة في الاقتصاد كالفرد، والسوق، والتفاعل، ونتائج التفاعلات، والكلي الذي يقوم بتحليل الاقتصاد بأكمله من حيث الاستهلاك، والادخار، والاستثمار، والقضايا التي تؤثر عليه، بما في ذلك البطالة للموارد (العمل، ورأس المال، والأرض )، والتضخم، والنمو الاقتصادي، والسياسات العامة التي تتناول قضيتي النقدية والمالية،
يستخدم الاقتصاد المعاصر الرياضيات؛ حيث يعتمد الاقتصاديون على أدوات لحساب التفاضل والتكامل، والجبر الخطي، والإحصاءات، وعلوم الكمبيوتر.
تاريخه
ظهرت العديد من الكتابات الاقتصاديّة في وقت سابق في بلاد ما بين النهرين، واليونان، والرومان، ويوجد العديد من الكتاب المشهورين الذين شرحوا الاقتصاد وتعاملاته خلال القرن الرابع عشر أمثال أرسطو، وزينوفون، وتشانكيا، وتشين شي هوانغ، وتوما الأكويني، وابن خلدون، وجوزيف شومبيتر، وارتبط في وقت لاحق مع السوق، والمذهب الطبيعيّ، وساهم ذلك في صعود القوميّة الاقتصاديّة والرأسماليّة في أوروبا.
نشر آدم سميث أحد المنظرين الاقتصاديين صورة لثروة الأمم في عام 1776 م، وصفت هذه الصورة بولادة الاقتصاد كتخصص مستقل عن أي علم آخر، وحدد أنّ الأرض، والعمل، ورأس المال هي عوامل الإنتاج الإقتصاديّ.
كما شرح سميث الفوائد المحتملة من التخصص المستقل عن طريق تقسيم العمل كزيادة إنتاجيّته، ووصفت هذه النظرية في وقت لاحق بأنّها جوهر نظرية وظائف الشركات والصناعة، والمبدأ الأساسي للتنظيم الاقتصادي. أكد سميث أنّ الاقتراح الموضوعي هو الأكثر أهميّة في العمليّة الاقتصاديّة، وأساس لتخصيص الموارد النظريّة.
ظهر خلال القرن التاسع عشر العديد من الانتقادات إلى سياسة الاقتصاد السائدة من قبل المؤرخ توماس كارلايل، كما قال القس توماس روبرت مالتوس أنّ النموّ السكّانيّ المتزايد بشكل هائل تجاوز نسبة الزيادة في الإمدادات الغذائيّة، كما أكد سميث بعد ذلك على هذا الأمر في العديد من المناسبات باعتبار أنّ الاقتصاد السياسيّ يُستخدم من قبل جماعات لها نفوذها الكبير الذي تتلاعب دائماً بالحكومة من أجل تحقيق مصالحها الشخصية.
وُجد العديد من الانتقادات المبنية على افتراضات غير واقعيّة باعتبارها مستندةً إلى الربح غير العقلانيّ، وقد توضّح ذلك من قبل الاقتصاديين التقليديين البازرين أمثال كينز وجوسكو باعتبار أنّ الاقتصاد عمليّة كميّة؛ حيث يميل جميع الاقتصاديون إلى استخدام النماذج الرسميّة في عملياتهم.