علم الاقتصاد
يعتبر الاقتصاد أحد أهمّ وأبرز الركائز التي تقوم عليها الدول، وهو الحقل الذي يتأثّر ويؤثر بشكل مباشر على كافة قطاعات الدولة، ويحدد وضعها الداخلي والخارجي، ومكانتها وقوّتها بين الدول الأخرى وعلى الساحة الدولية، ولا يمكن تحقيق التنمية الشاملة أو المستدامة بمعزل عن وجود اقتصاد قوي، كما أنّ قوّة الدولة العسكرية والسياسية ترتبط ارتباطاً وثيقاً باقتصاد الدول ومدى قدرتها على استغلال مواردها، حيث يحدّد ذلك للدولة مدى قدرتها على صناعة وإنتاج، واقتناء، وشراء الأسلحة، والمعدات الحربيّة والعسكريّة، كما يحدّد مدى سيطرتها وهيمنتها بين الدول الأخرى.
يُعرّف علم الاقتصاد بمفهومه الشامل على أنّه أحد فروع العلوم الاجتماعية التي تُعنى بدراسة سبل إدارة واستغلال الموارد الاقتصادية التي تشكّل أساساً لعمليات الإنتاج والتي تتمثّل في الموارد الطبيعيّة والموارد البشرية والموارد المادية بما في ذلك البيانات والمعلومات، والمرافق، والأبنية، ورؤوس الأموال، والمواد الخام وغيرها، بحيث تهدف هذه العملية إلى إشباع حاجات البشر والمجتمعات الإنسانية ومتطلباتهم في ظلّ الموارد والإمكانيات المتوفرة والمتاحة، ويشمل توفير، وتوزيع، وترويج السلع والخدمات باحسن وأفضل الطرق، أي أنّه باختصار علم إدارة الموارد، وهذا ما يجعل منه أحد أنواع العلم السلوكي، ويرى البعض أنّه علم إدارة الموارد المحدودة من أجل تلبية احتياجات المجتمع غير المحدودة، وذلك من خلال الاستغلال الأمثل لهذه الموارد وتوزيعها باحسن وأفضل الطرق.
مفهوم وتعريف ومعنى الاقتصاد
يُشير مفهوم وتعريف ومعنى الاقتصاد من الناحية اللغوية إلى فنّ التوفير والترشيد، وخلق حالة من التوازن المدروس ما بين الإسراف والتقتير، أي بين ترشيد الاستهلاك والتبذير، وهو مصطلح مأخوذ من كلمة القصد أي الاعتدال في السلوك، وينطبق ذلك على التعامل مع الموارد بشكل سليم ومعتدل بدون أي مبالغة، أمّا فيما يتعلق بالاقتصاد اصطلاحاً فيضم الاقتصاد العديد من المفاهيم، وهو عبارة عن النشاط الذي يمارسه البشر ابتداءً من عمليات الإنتاج، فالتوزيع فالتسويق من خلال استغلال كافة الموارد المتاحة سواء البشرية أو الطبيعيّة أو المادية، ويقسم الاقتصاد إلى عدّة أقسام فهناك الاقتصاد الكلي، والاقتصاد الجزئي، والاقتصاد الوصفي، والمعياري.
الاقتصاد الإسلامي
يختلف مفهوم وتعريف ومعنى الاقتصاد من المنظور الإسلامي أو من وجهة نظر الدين الإسلامي عن الاقتصاد العالمي أو الاقتصاد بمفهومه العام، حيث يُعرف الإسلام الاقتصاد على أنه ذلك العلم الذي يُعنى بدراسة الأنشطة الاقتصادية المختلفة بما فيها عمليات الإنتاج، والتوزيع، والترويج، والاستهلاك، وتحقيق الأرباح، وما ينتج عن هذه الأنشطة من ظواهر، وذلك في ظلّ أحكام الدين الإسلامي، ومنظومته القيمية، حيث يضم مجموعة من المبادئ الاقتصادية المطبّقة في الدولة والتي تحكمها وتحدّدها أحكام الدين الإسلامي الاقتصادية كما وردت في نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، مع الحرس على تطبيقها بما يتناسب مع الزمان والمكان.