في محافظة الأحساء بالمنطقة الشرقية، وبأجزاء تمتد في شرق المنطقة الوسطى من المملكة العربية السعودية، تم اكتشاف حقل الغوار أكبر الحقول النفطية حول العالم، وبفارق كبير جدا بينه وبين الحقل الذي يليه في هذا الترتيب، وإنما سمي حقل الغوار لأنه عميق وغائر، وهو كذلك بالفعل إذ تصل مساحته إلى 30×280 كم، وهو من الحقول التي تديرها شركة النفط الوطنية بالسعودية "أرامكو"، إضافة إلى أن الحقل قريب على أكبر معمل تكرير للنفط أيضا حول العالم وهو معمل بقيق، التابع أيضا للشركة ذاتها.
في عام 1948 تم اكتشاف هذا الحقل، ولكن بعد ثلاث سنوات من الاكتشاف تم الإنتاج الفعلي منه أي في عام 1951، ثم كانت "عين دار وشدقم والعثمانية والحوية وحرض" هي المناطق الخمس التي جرى تقسيمها عبر تاريخ اكتشاف الحقل، حيث تقع واحة الأحساء ومدينة الهفوف، على الطرف الشرقي من قطاع العثمانية.
أنتجت شركة النفط السعودية من حقل الغوار ما يزيد عن خمسة وستين مليار برميل، منذ بدء الإنتاج منه وحتى مطلع ألفين وعشرة من القرن الجاري، وقد أصدر "ماثيو سيمونز" كتابه الشهير "غموض في الصحراء"، بعض تحليلاته بخصوص الاحتياطات التي تمتلكها السعودية من هذا الحقل، حين قال أن حقل الغوار سيصل إنتاجه إلى أعلى مستويات ثم يبدأ بعد ذلك بالنضوب شيئا فشيئا، ولكن "نانسن ساليري" انتقد الكتاب بشدة سيما أنه كان من المسئولين السابقين في شركة الانتاج الوطنية في المملكة أرامكو، والتي أعلنت في وقت سابق لها أنها تمتلك احتياطي نفط من هذا الحقل يقدر بواحد وسبعين بليون برميل من الاحتياطات المثبتة، ولكن بعض التقديرات لهذا الاحتياطي تقول أنه الآن يصل من سبعين إلى مئة وسبعين مليار برميل، ولكي تتم معادل الضغط في الحقل، وتوصف القدرة على الاستخراج منه بأنها مستمرة، فإنه يجب ضخ نحو ثمانية براميل من المياه. في عام ألفين وستة نشرت إحدى الصحف أن معدل انتاج النفط من حقل الغوار يقل بمعد ثمانية في المئة سنويا، كان قد سبقها تقديرات في عام ألفين وخمسة والتي جاءت في تقرير مفصلي حول طبيعة حقل الغوار، أن الانتاج وصل إلى قمته والآن يبدأ بالانخفاض، فبحلول اللحظة التي وضع منطقة الحوية وحرض الجنوبية من عام ألف وتسعمائة وأربعة وتسعين وحتى عام ألف وتسعمائة وستة وتسعين، تم الانتهاء من الحقن الأفقية فوق القطران، وذلك لتوفير مصدر توزيعي للمياه على خط محيط الميدان.
فيما ذكرت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها حول مصادر الطاقة العالمية، أنه تم إنتاج ستة وستين من الاحتياطات المتبقية البالغة أربعة وسبعين. إن المعلومات التي تتوفر للجمهور حول هذا الموضوع توصف بأنها قليلة نسبيا، ذلك أن شركة أرامكو السعودية تسعى سعيا حثيثا لدراسة الأداء الميداني لهذا الحقل، فمعظم المعلومات هي قبل التأميم، تاريخية عرضية.