بصيغة أخرى الانفجار الديمغرافي يعني الانفجار السكاني، وهو الزيادة غير الطبيعية في أعداد السكان في جميع مناطق العالم، حيث لا تتناسب هذه الزيادة مع الموارد الموجودة على الكرة الأرضية، فالماء والغذاء على الأرض لا يكفيان لكل أعداد البشر المهولة التي تقطن الأرض في وقتنا الحالي، ومما زاد الطين بلة كما يقال، أن سوء توزيع الموارد وتركزها في يد فئة معينة من البشر فاقم المخاطر الناتجة عن هذه الزيادة غير الطبيعية في أعداد السكان، فهناك توزيع غير عادل في الثروات الطبيعية على الأقل، وفي الغذاء أيضا فما يلقى من أغذية صالحة في بعض الدول قد يطعم آلاف الجوعى إن لم يكن أكثر ممن يسكنون في هذه الدول نفسها التي يرمى فيها الطعام، يعد هذا الموضوع من العوامل التي ساعدت على بروز هذه الظاهرة على سطح الكرة الارضية.
يعزى سبب هذه الظاهرة إلى زيادة عدد المواليد وقلة عدد الوفيات، فقلة عدد الوفيات كانت ناتجة بشكل أساسي من تحسن الأحوال الصحية في الدول، بسبب التطور التقني الذي كان للرعاية الصحية والطبية نصيب الأسد منه، كما أن زيادة نسبة المهاجرين إلى منطقة معينة هربا من شيء معين في مناطقهم الأصلية إضافة إلى نقص بعض الموارد في بعض المناطق ولد زيادة في الكثافة السكانية أو انفجارا ديمغرافيا في هذه المنطقة.
حل مشكلة الانفجار السكاني الهائل والذي تعاني منه دول وشعوب الكرة الأرضية والذي سبب ضغطا هائلا وكبيرا على دول الكرة الأرضية، يكون بأن تدرس الدول مجتمعة العوامل المؤدية لمثل هذه الأمور إضافة إلى أن تعمل هذه الدول على مواجهة هذا الأمر مواجهة جماعية، وأن تضع الحلول والخطط القادرة على وقف هذه الظاهرة مستفيدة من الدول التي طبقت هذه الخطط ونجحت إلى مدى بعيد جدا في الحد منها، كما ويتوجب أن يعملوا على تقليل عدد المواليد بأي شكل من الأشكال خصوصا في الدول التي تعاني من أزمات سكانية حقيقية، فتقليل عدد المواليد لجعله يتناسب مع عدد الوفيات من شأنه أن يعيد التوازن إلى هذه المنطقة، علما ان هذا الموضوع قد يحتاج إلى وقت طويل جدا حتى تعود النسب إلى أوضاعها الطبيعية، وتعود الامور إلى نصابها، كما ويتوجب وبشكل عاجل وفوري إنقاذ جوعى وعطشى الأرض، خصوصا في بعض المناطق الفقيرة، فالعدالة غائبة عن هذه الكرة الأرضية، ولقد آن اوان عودتها فالظلم قد شاع وانتشر بين بني آدم.