تعرف مدينة كفر الشيخ سابقا باسم ( دنيقون ) ، وهي تقع في القسم الشمالي من جمهورية مصر العربية ، مطلة على البحر الأبيض المتوسط، وقد أطلق عليها اسم ( كفر الشيخ طلحة ) ، وذلك أن الشيخ ( طلحة أبي سعيد بن مدين التلمساني ) ، قد أتى إليها عام 600 للهجرة من المغرب ، واستقر فيها ، وقد توفي أيضا فيها عام 631 هـ حيث دفن فن فيها ، بعد أن عاش بها نحو 31 عاما ، وقد كان لهذا الشيخ الكثير من البركات ، لذلك أقام له أهل القرية ضريحا حمل اسمه ، وعرفت من يومها هذه القرية باسم ( كفر الشيخ ) ، حيث تعني كلمة كفر ( القرية ) .
وقد اهتم بهذه القرية الملك ( فؤاد الأول ) ، وبنى فيها قصرا يخصه يأوي إليه للإستجمام والراحة ، وذلك نظرا لبعد هذه القرية عن ضوضاء المدينة ، وحول اسمها من كفر الشيخ إلى ( الفؤادية ) وذلك كان عام 1949 م ، وبقيت تحمل هذا الاسم حتى حكم ولده الملك الفاروق الأول ، إلا أنه ، ومع قيام ثورة مصر والإطاحة بالحكم الملكي ، تقرر إعادة تسمية القرية باسمها الأول ، ولكن مع حذف كلمة ( طلحة ) ، اختصارا للإطالة ، ومازالت حتى الآن معروفة باسم ( كفر الشيخ ) .
لم تكن تعرف سابقا إلا باسم ( سخا ) ، وهو اسم مشتق من القبطية ( سخوي ) ، حيث كانت تعرف باللغة الهيروغليفية بـ ( كاسخت ) ، والتي تعني ( ثور الصحراء ) ، أما في اللغة اليونانية قديما فكانت تعرف بـ ( اكسويس ) ، وقد اتخذت الأسرة الفرعونية ( الرابعة عشرة ) مكانا في سخا للاستقرار فيه ، وتعاقب على حكمها نحو 76 ملكا ، لما يقارب من 184 عاما .
يسكن هذه القرية الصغيرة ، الدائرية الشكل ، من الأسر الهاشمية والأموية الأشراف ، الذين أتوها من المغرب ، حيث استوطنوها وترعرعوا فيها وفي القرى القريبة منها، وتحمل مدينة كفر الشيخ شعارا هو عبارة عن مركب بحري فرعوني ، وسنبلتان ، وثلاثة دوائر ، فترمز المركب لشهرة هذه المنطقة بالصيد ، والسنبلتان فهي ترمز لغنى إنتاج هذه المحافظة بالأرز ، وأما الدوائر الثلاثة فهي تشير إلى ريادة وتفوق هذه المنطقة بالنظامين الزراعي والتعاوني .