من المهم في عصرنا الحالي دراسة الجغرافيا لكوكب الأرض والتعرف على جغرافيتها ليسهل على الإنسان التجول والتنقل في كوكب الأرض بسهولة ويسر، ولذلك كان الرحالة في الماضي يبدؤون رحلاتهم ويسجلونها في كتبهم ويرسمون الخرائط للأراضي التي اجتازوها وسجلوا تضاريس تلك الأرض وعرفوها للناس فاستغلها الناس بطرق ووسائل شتى فزرعوا المستوي منها وسكنوا الجبلي وحصنوا المكشوف منها وسهلوا الطريق للمياه فضمنوا الحياة آنذاك، أما اليوم فإن الأرض بما فيها عبارة عن قرية صغيرة يقوم القمر الصناعي بتسجيل كل ملامحها عن طريق التصوير الفضائي لجميع معالمها وأجزائها أثناء دورانه حولها.
أما في تسجيل التضاريس المختلفة على الأرض فإنها تسجل كتضاريس أساسية تشمل كل جزء من الأرض وتوزع جغرافيا على أساس المناطق، وعلى هذا الأساس فإن العالم الإسلامي الذي يمتد من شمال تركيا في الشمال وحتى حدود آسيا مع المحيط الهندي وأفريقيا بحدود السودان الجنوبية، أما على الجانب الأفقي فهي من حدود إيران شرقا وحتى المحيط الأطلسي غربا.
يتنوع توزع التضاريس في العالم الإسلامي على عدة أوجه أساسية فهو يحتوي على الجبال والسهول الممتدة على كل من الأنهار والبحار، فالسهول الفيضية الموجودة على امتداد نهر النيل في مصر والسودان، وسهول نهر دجلة والفرات في العراق وتركيا، وسهول نهر الأردن في الأردن وفلسطين، وسهول جوبا وشبيلي في الصومال، ومن السهول الساحلية سهول البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر والخليج العربي والمحيط الأطلسي والمحيط الهندي والبحر الأسود وبحر قزوين وخليج عمان.
والغابات التي تقع في كل من دولة السودان والصومال فقط لاقترابهما من خط الإستواء في تلك المنطقة.
أما عن الهضاب وهي عبارة عن جزء مرتفع من اليابس لا يقل ارتفاعه في الغالب عن 200 متر، ويتميز باستواء سطحه وانحدار جوانبه، فمنها على القسم الأسيوي هضبة نجد في الوسط من شبه الجزيرة العربية، هضبة حضرموت في الجنوب وهضبة بلاد الشام، أما على القسم الأفريقي فمنها هضبة الشطوط في الجزائر، وهضبة إفريقيا الصحراوية والشمالية.
أما الجبال وهي عبارة عن كتلة صخرية مخروطية الشكل لا يقل ارتفاعها عن 1000 متر، فمنها على القسم الآسيوي مثل سلاسل جبال الشام وهي امتداد لجبال طوروس وأهم جبالها في السلسلة الغربية جبال الأمنوس، وكتلة البير البسيط، وجبال اللاذقية، والقرنة السوداء، وجبال الجليل، والسامرة، والخليل، والنقب، وأما أشهر جبال السلسلة الشرقية جبل الشيخ، وجبل عجلون، والكرك الشراة، والطفيلية، فهذه جبال سلسلة الشام؛ أما العراق فأشهرها قمة جبل روست؛ أما مرتفعات البحر الأحمر جبال مدين في الشمال والحجاز، وجبال عسير في الوسط، وجبال اليمن بالجنوب وتبلغ أقصى ارتفاعها في قمة النبي شعيب 3760م ؛ وهناك جبال حضر موت؛ وهناك سلسلة أخرى على الساحل الغربي للبحر الأحمر، وأما سلاسل الأطلس في المغرب فمنها أطلس التل.
ولا يفوت المقالة أن تذكر بأن اختلاف تضاريس الأرض في العالم الإسلامي يؤثر بشكل كبير على المناخ والحركة وتوافر مصادر الطاقة والحياة باختلافها من قطر لآخر.