ممّا ابتليت به الأمّة في أخلاقها و سلوكيّاتها ، ظاهرة الأعراس المختلطة ، حيث تخرج النّساء سافراتٍ متعطّراتٍ إلى صالات يجتمع فيها الرّجال و النّساء و يرقصون على أنغام ما يسمّى بالموسيقى ، و يترنّمون و يترنّحون على أصوات الأغاني المحرّمة ، و قد يشتمل حفل العرس أحياناً على الرّقص و شرب الخمر و المسكرات ، فتعرف على ما هى صورة العرس الإسلامي الصّحيحة الخالية من شوائب الفاحشة و الرّذيلة و العري ؟
لا شكّ بأنّ الإسلام في تشريعاته الرّبانيّة لم يغفل قضيّةً إلا و عالجها علاجاً شافياً ، و وضع المنهج الصّحيح لها ، فالمسلم حين يقدم على الزّواج فإنّه يحرص على بناء بينانٍ تقوم دعائمه و أسسه على التّقوى و رضا الرّحمن ، لذلك سمّيت ليلة الزّواج بليلة البناء ، و إنّ بداية بناء بنيان الحياة الزّوجيّة تبدأ من حفلة الزّفاف ، لذلك يحرص المسلم على أن يكون زفافه خالياً من المنكرات ، فلا يكون هناك اختلاطٌ بين النّساء و الرّجال في حفلة زفافه ، و إنّما يكون الرّجال في مكانٍ منفصلٍ عن مكان النّساء ، و لا يستعمل المسلم في حفل زفافه ما حرّمه الله تعالى من المعازف و إنّما يتّخذ الدّف حيث ورد في الحديث عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم ترخيصه باستخدام الدّف و الغناء المباح .
و من الأمور التّي سنّها النّبي صلّى الله عليه و سلّم سنّة الوليمة في حفل الزّفاف ، بقوله أولم و لو بشاة ، فالوليمة فيها اجتماع النّاس و مباركتهم لصاحب الزّفاف ، و إنّ من الأمور المهمّة في العرس الإسلامي قضيّة الإشهار ، حيث يستخدم الدّف و الغناء المباح لتحقيق هذه المسألة فيعلم النّاس أنّ هذه العلاقة قد تمّت بين الرّجل و المرأة على كتاب الله و سنّة نبيّه ، و يسنّ للحاضرين لحفل الزّفاف أن يدعو للمتزوّجين بالبركة بقولهما ، بارك الله لكما و بارك عليكما و جمع بينكما في خير ، و بعد انتهاء حفل الزّفاف يذهب المتزوّجون إلى بيت الزّوجيّة ، حيث يسنّ لهما الصّلاة مع بعض ، و يمسك الرّجل بناصية المرأة فيسأل الله تعالى من خير زوجته و خير ما جبلت عليه ، و يتعوّذ من شرّها و شرّ ما جبلت عليه .
و بذلك يكون العرس الإسلامي هو أسمى صورة للأعراس في كلّ المجتمعات و الأمم ، و وفق كتاب الله و هدي نبيه الكريم.