تقع مصر في الجزء الشمالي الشرقي على القارة الإفريقية، وهي دولة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، تعاقبت عليها الدول والحضارات لما لها من موقع متميز في المنطقة. تعتبر مصر حجر الزاوية للمنطقة كلها، بسبب موقعها المتميز على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبسبب وجود قناة السويس والتي تربط بين هذين البحرين، وبسبب مرور نهر النيل العظيم عبر أراضيها، وبسبب ربطها بين قارتين من أهم القارات في العالم وهما القارة الآسيوية والقارة الإفريقية، لكل هذه الما هى اسباب تعد مصر الدولة الأهم في المنطقة، وتشكل قوة كبيرة، لدرجة اعتقد فيها البعض أن ازدهار مصر يمثل ازدهارا للوطن العربي كله، وأن تراجع الأداء المصري سينعكس على جميع الدول العربية. اللغة العربية هي لغتها الرسمية، وديانة سكانها هما الديناتان الاسلامية والمسيحية القبطية، بالترتيب حسب الأكثر انتشارا.
بسبب موقع مصر المتميز، اكتسبت مصر أهمية وفائدة عظيمة، فهي من الناحية الشمالية تطل على البحر الأبيض المتوسط، ومن الناحية الغربية تطل على الصحراء الليبية ودول المغرب العربي، أما من الناحية الشرقية تطل مصر على البحر الأحمر، تحدها فلسطين التي تعتبر البوابة بين العالمين الآسيوي والإفريقي، حيث يقع على الحدود مباشرة قطاع غزة، في فلسطين.
أما من الجنوب فتقع دولة السودان العربية على الحدود مع مصر، ولدولة السودان تاريخ عريق ومشترك مع مصر، فإذا ذكرت مصر فلا بد من ذكر السودان حتى ولو لم تذكر علنا وكان هذا الذكر ضمنا، فالسودان يشكل العمق الإفريقي بالنسبة لمصر فهو بوابتهم على القارة الإفريقية، وهذا بسبب ما تشترك به السودان مع مصر من طبيعة أرض واحدة وعادات متشابهة، فالجنوب المصري والشمال السوداني يتقاسمان نفس العائلات، إضافة إلى اشتراك مصر والسودان بنهر النيل والذي أكسبهما أهمية وفائدة مضاعفة نظرا لما وفره لهما من مياه متدفقة وأراض زراعية خصبة وبالتالي منتجات زراعية متنوعة والأهم الجودة العالية التي لا تضاهيا أي منتجات مشابهة في العالم كله. هذا إضافة إلى أن السودان ومصر كانتا دولة واحدة حتى انفصالهما في العام 1956 ميلادية.
تعد السودان دولة مهمة أيضا لما تحتويه من خيرات وثروات، لهذا فهي دولة حضارية بامتياز تعاقبت عليها الحضارت، فقد خضعت لحكم الممالك النوبية ومن ثم الممالك المسيحية، ثم العهد الإسلامي بدوله المتعددة ابتداء من العهد الراشدي وانتهاء بالعثماني. أما في العصر الحديث فقد انقسمت هذه الدولة العظيمة إلى جزئين هما دولة السودان ودولة جنوب السودان وكان هذا في نهاية عام 2011.