محمد صلى الله عليه وسلم
يعتبر سيد الخلق وإمام المرسلين وهو أبو القاسم محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ولد في الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 571 م، حيث إنّ جميع المسلمون يؤمنون بأنّه رسول من الله لكافّة البشرية، ليرجعهم إلى عقيدة التوحيد لله وعبادته وحده لا شريك له، وذلك حال سائر الأنبياء والرسل، ويعتبر سيدنا محمد خاتم الأنبياء حيث أنه لا نبي بعده وقد بعثه الله للناس أجمعين، وأنه هو أشرف الخلق وسيّد البشر، كما أنّ المسلمون يعتقدون فيه العصمة.
عند سماع اسم الرسول محمد، يُلحِق الناس عبارة «صلى الله عليه وسلم» أحياناً بإضافة كلمة «وآله» و«وصحبه» في بعض الأوقات، لِأنه ورد في القرآن والسنة النبوية ممّا يحضّ على أهمية وفائدة الصلاة عليه وعظيم الأجر لذلك، خلف سيدنا محمد أثراً عظيم في قلوب المسلمين، وتظهر دلائل محبّتهم وتعظيمهم له بانصياعهم لأوامره واتّباع طريقة حياته وعبادته لله تعالى، بالإضافة إلى اهتمامهم بحفظ أقواله وأفعاله وصفاته وجمع ذلك في كتب سميت بكتب السّيرة النبوية والحديث النبوي، وقد اعتبره الكاتب اليهودي مايكل هارت أهم الشخصيّات التي تركت أثرًا في تاريخ البشرية كلّها وذلك لأنه كما قال مايكل هارت:«الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحًا مطلقًا على المستوى الديني والدنيوي».
مكان ولادة سيدنا محمد
ولد سيدنا محمد في مدينة مكة المكرمة، وذلك في شهر ربيع الأول من عام سمي بعام الفيل، أي قبل حوالي ثلاث وخمسين عام من الهجرة (هجرة النبي من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة)، وقد ولد سيدنا محمد يتيم الأب، وخسر أمه في وقت مبكر فعاش وكبر في رعاية جده عبد المطلب، ثمّ من بعد ذلك في رعاية عمه أبي طالب، وكان في ذلك الوقت يشتغل برعي الغنم ثمّ عمل بالتجارة،
تزوّج سيدنا محمد في عمر الخامسة والعشرين من السيدة خديجة بنت خويلد، وقد أنجب منها جميع أولاده عدا ولده إبراهيم، وقد رفض سيدنا محمد قبل الإسلام عبادة الأصنام والاعتقادات الوثنيّة التي كانت مشهورة في مكّة، وقد نزل الوحي جبريل عليه وكلّفه الله بنشر الرسالة وهو في عمر الأربعين، ثمّ بعدها بدأ بنشر أمر الدعوة سراً لمدّة ثلاث سنوات، ثمّ بعد ذلك أمضى عشر سنوات أُخَرى في مكة المكرمة يدعو أهلها ومن يأتي إليها للحج والتجارة إلى الإسلام جهراً، ثمّ هاجر وأصحابه إلى المدينة المنورة أو يثرب كما كانت تسمّى، وبدأ بتأسيس الدولة الإسلاميّة فيها حيث أخذ ينشر الإسلام خارج الجزيرة العربية، وتوفي سيدنا محمد في مكة عن عمر يناهز ثلاث وستين عام.