هل هناك منظّمات خفيّة تتحكّم في سياسات العالم ؟ ، و هل فعلاً كل الحروب و الأزمات الإقتصاديّة بتدبير من تلك المنظمات ؟ ، و هل لليهود دور في التحكّم بزعماء العالم ؟ ، و منذ متى تتحكّم تلك المنظّمات في السّياسة العالميّة ؟ ، و هل للشيوعيّة دور في تلك المؤامرة الكبرى التي تهدف إلى التحكّم في كل دول العالم ؟ . تلك هي الأسئلة التي يطرحها " ويليام جاي كار " في كتابه " أحجار على رقعة الشطرنج " ، الصّادر عام ألف و تسعمائة و خمسة وخمسين . و يحاول الكاتب أن يكشف من خلال الكتاب الما هى اسباب التي تؤدّي إلى الحروب في العالم و القوى المحرّكة لها ، و المؤامرة الكبرى للتحكّم في العالم بواسطة تلك القوى الشّريرة على حد تعبيره . و يرى الكاتب أن تلك القوى السريّة و المتحكّمة في مقاليد الأمور السياسيّة و الإقتصاديّة في العالم تتمثّل في رؤساء المنظّمات اليهوديّة و الماسونيين الذين اتفقوا على التحكّم في العالم فيما يسمّى بالنّظام العالمي الجديد . و يستعرض الكاتب بين دفّتي الكتاب تاريخ و نشأة اليهود ، ثم ينطلق من ذلك إلى تاريخ الثّورات في العالم و قيام الحربين العالميتين و دور اليهود الخطير في حدوث تلك الإضطرابات في العالم ، وصولاً إلى تاريخه المعاصر من تسبّب اليهود في الأزمات الإقتصادية التي تمر بها الدّول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا .
ولا ينسى " جاي كار " أن يتحدّث عن الشيوعيّة بوصفها العدو الأوّل للإنسانيّة ، و أنّ اليهود إستغلّوا تلك الفكرة لتحقيق أطماعهم و خططهم ، و أن قادة الدّول مثل تشرشل و روزفلت و ستالين ليسوا إلا مجرّد أحجار أخرى تحرّكها تلك القوى كيفما شاءت لتنفّذ مخططها الكبير . و أن هتلر كان أكثر القادة وعياً بخورة اليهود في العالم لذلك سعى إلى التخلّص منهم.
ومن الملاحظ من خلال استعراض الكتاب أنّ رؤية الكاتب تعتمد بشكل كبير على النّظرة الدينيّة ، حيث يتّهم الكاتب اليهود و ليس المنظّمات الصهيونيّة فقط ، بل و يبرّر ما فعلته محاكم التّفتيش في القرون الوسطى باليهود ، كذلك فإنّ الكاتب عند ذكر هتلر ، وإن كان لم يؤيّد ما فعله باليهود من إبادة ، إلا أنّه لم يعترض كذلك .
يتكوّن الكتاب من ثمانية عشر فصلاً استشهد فيهم " جاي كار " بالعديد من الوثائق و الخطابات التي تتحدّث عن المحافل الماسونية و المحفوظة في المكتبات العامّة ، كذلك فإن لكتاب بروتوكولات حكماء صهيون دور مهم كمرجع لكتابه . و قد حذّر مؤلّف الكتاب من أخطار الماسونيّين و اليهود المستقبليّة كما حاول أن يقدّم حلول لما أسماه أخطار القوى الشريرة .