حظك بختك
(الحظ السعيد غالباً ما يأتي دائماُ متأخراً) !
لا شك في أن الكثير من الناس يعتقدون بل و يؤمنون بأن الحظ هو دولاب الحياة بالنسبة لهم ،كيف لا وهم يسمعون ويرددون الأحاديث والأمثال التي يرددها كبار السن، بل وأصحاب الخبرة في هذا الموضوع.
لقد شكل الحظ مرآة تعكس آفاق الحاضر والمستقبل لأي شخص في العالم، فكانت الجارات على سبيل المثال يجتمعن صباحاً لاحتساء فنجان من القهوة والحديث في شتى أنواع المواضيع ،إلى إن تختم هذه الجلسة بقول إحداهن:"أحضرن فناجينكن لأرى ماذا يخبئ المستقبل! وما أن تأخذ الفنجان وتبدأ بترجمة بقايا البن فيه وتسرد أحداثاً قد لا يكون لها أساس من الصحة ولكن الكل ينصت بكل اهتمام وروية دون كلل أو ملل وتكشف لهم أسراراً وأخباراً وكيف يجب أن يحرصن على جعل حظهن جميل وسعيد!
أما في العصر الحالي فقد تعددت وسائل كشف الحظ أو بالأحرى جلب الحظ السعيد، فنرى مثلاً علماء متخصصون في علم الفلك يدرسون الأقمار والكواكب والنجوم بعناية تامة ليخرجوا لنا عدداً من الأبراج الفلكية ويسردوا تعرف على ما هى حظوظ هذه الأبراج بشكل يومي ، أو أن يتنبؤا بما سيحدث في المستقبل سواء على مستوى رؤساء ،دول ،أعاصير ،زلازل أو أحداث بشكل عام وتعرف على ما هى تبعات هذه الأحداث.
أيضاً، هناك من يتنبأ بطائر البوم كجالب للحظ وآخر يعتبره شؤم لليوم كله ،أو الفراشة البيضاء كمفتاح لسعادة ،وكذلك الأرقام ،فقد ترى أن الناس يبتعدون كل البعد عن رقم 13 في تاريخ حياتهم وكأنه قنبلة موقوتة ولكن باقي الأرقام لا تشكل أي هاجس من هذا كله .
هنالك فئة من الناس عندما يرزقون بولد أو بنت يصبح لديهم وسواس ان يكون هذا المولود سعيد ام حزين في حياته فيحرصون على حمايته من أعين الناس وتسميته أسماء معينة تساعد في جعل نصيبه من الحظ في هذه الدنيا جميل وسعيد .
كل هذه الأمثلة تشكل غيض من فيض مما يدور في مخيلة العقل البشري حول سعادة الحظ ، لكن الله سبحانه وتعالى قد كتب لكل إنسان وهو في بطن أمه السعادة أو الشقاء في هذه الدنيا وليس لأي اسم أو لقب أو قراءة فنجان أو حتى الفتاحين علاقة بجلب الحظ له ،تكفي ثلة من الدعوات والصلاة لجعل هذه الحياة مليئة بالسعادة والهناء وبعيدة كل البعد عن الحزن والعناء ،فنظرة الإنسان لعالمه بعين واسعة تجعله يرى كل ما يدور حوله بقلب فرح ومبسوط ،ومساعدته للآخرين على السعادة والخير تجعل الله يرزقه مستقبل وحياة كلها أمل وإشراق ، وقد يكون الإنسان ليس بسعيد في حياته لكن مع القليل من السلوك الحسن والكلمة الطيبة تجعل كل حياته مقلوبة 180درجة .. فالسعادة عادة والحظ السعيد يأتي من كل تعرف ما هو سعيد.