لقد دأب العلماء منذ زمن على قياس درجات الحرارة ، إلا أنّهم توصلوا إلى حقيقة مفادها أن الحد الأعلى لدرجات الحرارة في الكون يمكن أن يكون غير محدود حيث تقدر درجة حرارة باطن الشمس حوالي 16,000,000 درجة مئوية ، كما يقدر بعض العلماء أنّ حرارة الكون لحظة الإنفجار العظيم أنها كانت تزيد عن 10 مرفوعة للأس 32 درجة مئوية ، أي ما يزيد عن (100,000,000,000,000,000,000,000,000,000,000) درجة مئوية ، وبعض العلماء يتوقعون أن درجة الحرارة كانت أزيد من ذلك بكثير!! فيتضح مما سبق أنّ العلماء غير متفقون على أعلى درجة حرارة ممكنة في الكون و أن ذلك ممكن أن يكون رقما هائلاً جداً .
أمّا بخصوص أدنى درجة حرارة ممكنة في الكون فقد ثبت لجميع العلماء أنّها محددة ، و لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال ، فهي بذلك تعتبر إحدى الثوابت الكونية ، شأنها شأن ثابت بلانك أو ثابت سرعة الضوء في الفراغ من ثوابت العلم ، و قد حسبت درجة الحرارة تلك فكانت 273- درجة مئوية ، أي مائتان و ثلاثة و سبعون درجة تحت الصفر المئوي ، و لا يمكن لأي طاقة مهما بلغت أن تحدث تبريداً بحيث تخفض فيه درجة حرارة شيء ما دون ذلك الرقم ، حيث تسمّى تلك الدرجة المئوية أي 273- بالصفر المطلق ، أي الصفر الذي لا يمكن الوصول إليه مطلقاً ، و أدنى درجة حرارة مسجلة طبيعيا هي درجة حرارة الفراغ في الكون و هي باردة جداً إذ تبلغ تقريباً 271.5- درجة مئوية ، و قد حاول العلماء كثيراً كسر ذلك الثابت الكوني دون جدوى، و حقيقة فإن السر وراء ذلك مستنبط من التناسب الطردي بين الحرارة و الحجم ، فكلّما إنخفضت درجة الحرارة قل الحجم ( يستثنى من ذلك شذوذ الماء )، و عليه فإنّ إستمرار التبريد يؤدّي إلى إستمرار نقصان الحجم ، و بما أنّ الحجم لا يمكن أن يصبح صفراً بأي حال من الأحوال ، فمحال أيضاً تجاوز نقطة الصفر المئوي نزولاً ، فنقطة الصفر المئوي معناها أنّ الحجم عندها يصبح صفراً، و هذا ما لا يصح !!!