أقلّ درجة حرارة بالعالم
تعتبر درجة الحرارة من أهمّ الكميّات الفيزيائيّة القياسيّة المستخدمة في التعبير عن مدى برودة أو سخونة الأجسام والبيئة المحيطة بها، والتي نتعامل معها بشكل يومي سواء لمعرفة أحوال الطقس أو استخدامها في التجارب العلمية المختلفة، ومن خلال درجة الحرارة نستطيع معرفة طبيعة المناطق التي تمتاز ببرودة شديدة، مثل: القطب الجنوبي، أو المناطق التي تمتاز بدراجات حرارة عالية جداً، مثل" صحراء الربع الخالي، أو الصحراء الكبرى، وأيضاً من خلال معرفتنا لدرجة الحرارة وتغيراتها نستطيع وضع خطط لمواجهة مثل هذه الدراجات عند حدوثها وتحديد أثرها على الإنسان والحيوان والنبات، كذلك نستطيع من خلالها التمييز بين المواد حسب درجة تجمدها، أو وصلوها للحالة الصلبة، أو السائلة كما يحدث في بعض الغازات والتي تستخدم في تجارب علمية كثيرة أشهرها النيتروجين السائل المستخدم في حفظ قرنية العين من التلف والفساد.
أكثر المناطق تدنٍ في درجات الحرارة
تقلّ درجة الحرارة على الكرة الأرضية عندما نتّجه نحو شمال أو جنوب خط الاستواء؛ وذلك لأنّ أشعة الشمس لا تكون عمودية على تلك المناطق، وهذا أدّى إلى وجود بعض المناطق الباردة جداً، ومن أشهر هذه المناطق هي القطب الشمال والجنوبي، حيث تكون هذه المناطق قليلة التعرض لأشعّة الشمس وأذا أشرقت الشمس فيها تكون كميّة الحرارة الواصلة لها قليلة جداً، ففي بعض أوقات السنة أدّى ذلك إلى تسجيل درجات حرارة متدنية جداً، ومن أشهر هذه المناطق هي:
- دوم فوجي شرق القارة القطبية أنتاركتيكا أو المعروفة بالقارة القطبية المتجمّدة، حيث سجلت عام 2010 أدنى درجة حرارة وهي 94 درجة مئويّة تحت الصفر.
- محطّة الأبحاث الروسية فوستوك، حيث سجلت درجة الحرارة فيها 89 درجة مئوية تحت الصفر.
- دوم آرغوس التي تقع في القارّة القطبيّة الجنوبيّة، والتي تبلغ فيها درجة الحرارة ما يقارب من 82 درجة مئوية تحت الصفر.
- مركز الأبحاث الأمريكية أمنودسن سكوت والتي تقع في القارة القطبية الجنوبية، والتي تبلغ درجة الحرارة فيها ما يقارب من 77 درجة مئوية تحت الصفر.
- جبل مكينلي الواقع في ولاية آلاسكا الأمريكية، والتي سجّلت فيه أدنى درجة حرارة خلال فصل الشتاء والتي بلغت 74 تحت الصفر.
أقلّ درجات الحرارة التي توصّل لها العلماء
من خلال التطّور العلميّ الذي توصّل له الإنسان استطاع من خلال استخدام بعض التقنيات المتقدمة في الحصول على درجات حرارة متدنية جداً، والتي تستخدم في مجالات كثيرة منها العلمية، مثل: تبريد المسارعات النووية، ومصادمات الجسيمات ذات الطاقة العالية جداً، وتستخدم أيضاً في مجال الطب مثل حفظ الأعضاء البشرية وتعقيم الأدوات الطبية واستخدامها في استئصال بعض الأمراض أو للقضاء على بعض الأمراض البكتيرية أو الفيروسية أو الفطريّة، حيث استطاع العلماء الوصول إلى أخفض درجة حرارة في الكون والتي تبلغ 271 درجة مئوية تحت الصفر، والمستخدمة في تبريد المغانط والأجهزة الموجوة في مصادم الهادروني الكبير سيرن من خلال استخدام الهيليوم السائل، وأيضاً استطاع الأطباء استخدام النيتروجين السائل في حفظ القرنية والتي تبلغ درجة حرارته 195 درجة مئوية تحت الصفر.