مقدمة
قال الشاعر الكبير أبو القاسم الشابيّ في قصيدته:" يا صميم الحياة إنّي وحيد": لم أجد في الوجود إلا شقاءً سرمديّاً ولذّةً مضمحلّة وروداً تموت في قبضة الأشواك ماهذه الحياة المملّة! بهذه المعاني والعبارات وكلمات وعبارات ختم قصيدته؛ فأي نوع من المعاني تحمل! تحمل معاني الحزن والكآبة وفقدان الأمل، وعدم الرغبة في الحياة، والتأفّف منها، وأنّ كل شيء جميل قد مات وأنّ الإحساس بالأشياء أصبح ضرب من الخيال، كل هذه المعاني هي تعريف ومعنى لمعنى مرض الاكتئاب.
الاكتئاب مرض نفسيّ يفقد معه الإنسان رغبته في الحياة، ويرى كل الأشياء من حوله بمنظار أسود، والاكتئاب قد يكون بسيطاً يستمرّ لعدّة أيام بسبب مرض، أو وفاة عزيز، أو فشل في عمل، أو دراسة، أو علاقة عاطفيّة، ثمّ يزول ولكن أحياناً يتطوّر الأمر ليستمرّ إلى فترات أطول، وأعراض أشدّ من مجرد عدم الرغبة بالحياة ويسمّى بالاكتئاب الحادّ، ومع تطوّر الطبّ النفسيّ وتطوّر نظرة المجتمع إليه، وإلى الطبيب النفسيّ، والقناعة بأنّ الطب النفسيّ ليس مرادفاً للجنون، وأنّ النفس تعتلّ كما يعتلّ الجسد أصبح مرض الاكتئاب من الأمراض التي يتمّ التعامل معها كأيّ مرض طويل الأمد، ويحتاج إلى متابعة وعلاج و دواء مستمرّين.
أعراض الاكتئاب
- أن يقبل المصاب على الأكل بكميّات كبيرة وشراهة، أو يمتنع عن تناول الطعام فيصاب إمّا بالتخمة، أو نقص الوزن.
- أن ينعزل المصاب عن محيطه وأسرته مغلقاً باب غرفته على نفسه.
- أن يصاب بنوبات هستيريّة من البكاء، أو الضحك المستمرّ دون سبب واضح.
- أن يفقد الرغبة في ممارسة حياته اليوميّة، فيمتنع عن الذهاب للعمل، أو الجامعة، أو زيارة الأهل والأصدقاء.
- أن يشعر بأنّه مهمش، وأن أحداً لا يكترث لأمره فيشعر بالملل.
- أن يفقد الرغبة في ممارسة العلاقة الزوجيّة الحميمة.
- أن يلجأ إلى تعاطي المخدرات والكحول للهروب من واقعه ونسيان ما يمرّ به.
- أن تراوده أفكار الانتحار وقد يصل الأمر ببعض المصابين إلى الانتحار فعلاً.
علاج و دواء الاكتئاب
- تناول الأدوية والعقاقير المضادّة للاكتئاب، والموصوفة من قبل طبيب مختصّ.
- زيارة عيادة الطبيب النفسيّ وتلقّي المعالجة النفسيّة منه.
- استخدام طرق ووسائل وأساليب خاصّة بالطبّ النفسيّ لعلاج و دواء الاكتئاب، مثل الصدمة الكهربائيّة.
- الإكثار من التهليل والتسبيح وذكر الله قال الله تعالى:"....ألا بذكر الله تطمئن القلوب"[سورة الرعد:28]
- محاولة كسر روتين الحياة ولو بقدر يسير، واللّجوء إلى ممارسة الرياضة للقضاء على الفراغ، وتخليص الجسم من الطاقة السلبيّة والتفكير السلبيّ.
- قضاء وقت أطول مع العائلة، وممارسة هوايات محبّبة.
- الإكثار من أدعية زوال الهمّ والغمّ والكرب كأن يقول اللهم إني أعوذ بك من همّ لا يزول.
