هناك العديد من المفاهيم والمصطلحات التي تشكل على الناس حتى إنهم يخلطون فيما بينها ولا يكادون يميزون الفرق بينها، وقد يكون الفرق كبيرا جدا، ومما لا شك فيه أن هذه المصطلحات تحتاج منا إلى إحاطة باللغة العربية ومعرفة دقيقة بالمعاني والمراد منها من خلال الفهم للسياق أحيانا، فربما كان استخدام الكلمة أحيانا ضمن سياق ما يعطي معنى مختلفا عما لو كان في سياق آخر.
من الكلمات وعبارات ذات المعاني والمدلولات الكبيرة جدا هي الإسلام والإيمان؛ فلكل منهما علم خاص تستقل به دون الأخرى، ولعلنا نقف على معناهما والفرق بين الإسلام والإيمان.
الإسلام
هو الإذعان لله والاستسلام له والانقياد لأوامره دون نقاش أو محاججة أو جدال؛ فهو رب عليم حكيم خالق، له الأمر والنهي، ونحن عباده علينا العبادة والطاعة لأمره، والإسلام أن تلقي ما عندك من هموم وقلق وحزن وراء ظهرك، والإسلام أن تكون عزيزا واثقا بربك، والإسلام له من الأركان ما يختص به، وهي خمسة أركان تبتدئ بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ثم إقامة الصلاة وهي من أركان الإسلام الأصيلة وهي العبادة الأشرف والأعلى قدرا على الإطلاق، ويأتي بعد الصلاة ركن الزكاة؛ وهي إخراج نصاب المال من أيدي الأغنياء وبذلها للمحتاجين من الفقراء وغيرهم، وهناك صيام رمضان؛ وهو شهر كامل نتعبد الله بصيامه له جل جلاله، والركن الأخير هو ركن أداء الحج إلى بيت الله وهو مشروط بالقدرة على أدائه والاستطاعة.
الإيمان
وهو التصديق بالقلب والجنان والقول باللسان والعمل بالجوراح والأركان، وهو أن تكون موقنا بالله ومصدقا به، وتطمئن نفسك به، وتسكن إليه، والإيمان له من الأركان ما بينها لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث إن الإيمان له ستة أركان هي: الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، والإيمان بالله قد يزيد وقد ينقص، وسبب هذا الأمر هو زيادة الطاعات والتقرب إلى الله فيما افترضه علينا والبعد عن المعاصي وعن الآثام، فبالتالي يزداد الإيمان في قلوبنا بينما ينقص بالمعاصي والذنوب وقلة الطاعات.
ومن خلال ما سبق يتضح الفرق بين الإيمان والإسلام من خلال الأركان لكل منهما والتي تختلف، وكذلك هناك فرق وهو أن الإيمان يتعلق بالأعمال القلبية وما يصدر عن يقين وعقيدة راسخة وهو أعلى درجة من الإسلام؛ حيث إنه من الممكن أن تصف شخصا ما بأنه مسلم ولكن قد لا يكون مؤمنا كما بين الله تعالى ذلك في القرآن الكريم بحق الأعراب؛ حيث يقول جل جلاله: (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الأيمان في قلوبكم)، وهذا يدل على أن الإيمان له مرتبة تفوق مرتبة الإسلام فكل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن.