الإسلام والإيمان والإحسان
من الواجب على المسلم أن يعي أهم الأمور الأساسية في دينه، وأن يكون على معرفة بأصول دينه وأركانه الرئيسية والتي هي في الأساس أركان الإسلام والإيمان ومن ثم بعد ذلك الإحسان الذي يعد من أعلى المراتب، فتعرف ما هو الإسلام وتعرف ما هو الإيمان وتعرف ما هو الإحسان؟
هذه المعاني الثلاثة هي التي يقوم عليها أساس الدين، وقد لخصها الحديث الشريف الذي يرويه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث يقول فيه بينما نحن عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، حتى جلس إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد، أخبرني عن الإسلام؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا. قال: صدقت، قال: فعجبنا له يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال: صدقت، قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ..... إلى آخر الحديث).
الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان
فالإسلام خمسة أركان كما بينها الحديث الشريف، أولها قول لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وهي التي تدخل صاحبها في الإسلام وهي كلمة التوحيد التي تفصل بين الشرك والإسلام، فمن قالها فقد عصم دينه وعقيدته من الكفر، وكذلك بقية الأركان الأخرى من أركان الإسلام هي أعمدة الدين الراسخة من أنكر أيا منها فقد كفر، فلا يجوز أن نفرط فيها ولا نقصر.
أما الإيمان فهو ستة من الأركان كما بين الحديث السابق، أولها وأساسها الإيمان بالله تعالى، فالمسلم يشهد بأنه لا إله إلا الله والمؤمن يصدق هذا الركن ويوقن به، ويترسخ لديه فلا يأتيه الشك بهذا الأمر أبدا.
أما الإحسان فهو أعلى المراتب على الإطلاق، فهو في المرتبة الأولى يأتي بعده الإيمان ومن ثم الإسلام، فالشخص الذي وصل لمرحلة الإحسان هو شخص قد تعمق اليقين في قلبه، وتمكن من خلجات صدره، فهو يعيش في معية الله لأن في يقينه أن الله يراه وبأن الله مطلع عليه، وهذا بلا شك من أعظم درجات القرب من الله تعالى وهو الإحسان.
ومما سبق بيانه يتضح لنا أن الإسلام يتعلق بأعمال ظاهرة على الجوارح، فالشهادة نطق باللسان بها وكذلك الصلاة تؤديها بجوارحك، كما أن الصيام والزكاة والحج هي كلها عبادات تتعلق بالجوارح والأعضاء وهي أعمال ظاهرة، بينما الإيمان هو عمل باطن ويقين داخلي، وهو أيضا تصديق بالقلب والجنان، وبالتالي فإن كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن، فمن الناس من أسلم ولما يدخل الإيمان في قلبه، كما في قصة الأعراب التي أخبرنا بها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم، أما الإحسان فهو قمة الهرم في علاقة العبد بربه.