أوّل قصة لنزول الوحي كانت عند نزول سيدنا جبريل عليه السلام على رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، عندما كان يتعبد في غار حراء ويتفكر في الكون ، فنزل عليه جبريل عليه السلام وقال لمحمد عليه الصلاة و السلام : اقرأ ، ونزلت أوّل آية في القرآن الكريم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق ) .
فالوحي هو تبليغ الله تعالى ما يشاء إلى رسله الكرام ، فالوحي الوساطة بين الله تعالى و بين رُسله عليهم صلوات الله .
و الوحي له صور متنوعة ، فالوحي نزل في صورٍ ثلاث على الرسل ، فهنالك الوحي عن طريق ( الرؤيا الصادقة ) ، عندما حلم سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم بانه رأى نفسه مع أصحابه يدخلون الكعبة معتمرين ، فرؤيا الأنبياء حقٌ ، ولذلك جهّز نفسه سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم هو و أصحابه لأداء العمرة في مكة . قال الله تعالى : " لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحاً قريباً " . ( صدق الله العظيم )
أمّا الصورة الثانية من صور الوحي وهي تبليغ الله تعالى رسله عن طريق ( التكليم من وراء حجاب ) ، فلا يرى الرسول الله تعالى ، بل يكلمه الله تعالى فقط ويسمعه الرسول ، كما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام ، عندما كلمه الله تعالى عند جبل الطور في سيناء . قال تعالى : ( و كلّم اللهُ موسى تكليما ) .
و الصورة الثالثة من صور الوحي ، ( إرسال رسول ) ، و كان سيدنا جبريل عليه السلام الذي يقوم بهذه المهمة و هي تبليغ الرسل عن طريقه ، فإما أن ينزل جبريل عليه السلام على هيئة الملائكة ، أو على هيئة البشر ، وذلك عندما نزل سيدنا جبريل عليه السلام في صورة رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر على سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ؛ ليعلمهم أمور دينهم .
و عندما جاء جبريل عليه السلام على سيدنا محمد أوّل مرة في غار حراء ، نزل على صورة ( إرسال رسول ) من صور الوحي الثلاث .