كتاب الوحي هم الوسيلة الأولى التي تمّ من خلالها تدوين القرآن الكريم في أوّل نزوله، وقد كان الرسول الأعظم حريصاً كل الحرص على أن يتم تدوين القرآن الكريم بحضوره، خوفاً عليه من الضياع والذهاب أو التحريف. وقد كان الرسول يملي عليهم الآية ويقومون هم بتدوبنها ويدلهم على مكانها من السورة وهو من أعطاهم أسماء السور وترتيب السور وكل شيء له علاقة بالقرآن الكريم وبما يحتوي عليه المصحف، ولم يأتِ الرسول الأعظم بكل هذه الأمور من تلقاء نفسه، بل كانت كلّها من عند الله – عزّ وجل – أوحاها إليه، فهو رسول الله إلى البشريّة.
اختلف في عدد كتّاب الوحي الذين كانوا يدوّنون القرآن في لحظة نزوله بين يدي رسول الله محمد – صلى الله عليه وسلم -، فقد قيل أنّهم كانوا 26 كاتباً من كتّاب الوحي، وهناك من قال أنّهم كانوا 42 كاتب وحي. وقد قُسّم كتاب الوحي إلى مجموعات، فمنهم كتّاب الوحي الذي كانوا يكتبون الوحي بين يدي رسول الله الأعظم في مكّة المكرمة، ومن أبرز هؤلاء علي بن أبي طالب، وعمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وأبو بكر الصديق، وعامر بن فهيرة، وأبو سلمة المخزومي، وجعفر بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، والأرقم بن أبي الأرقم، وخالد بن سعيد بن العاص، وعبد الله بن أبي بكر، وحاطب بن عمرو.
أمّا المجموعة الثانية من كتّاب الوحي فهم من انضموا إلى هذه القائمة في الفترة المدنيّة ومنهم خالد بن زيد، وزيد بن ثابت، وأبو أيوب الأنصاري، وعبدالله بن رواحة، ومعيقب الدوسي، وعبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول، ومحمد بن مسلمة، وثابت بن قيس بن شماس، وحنظلة بن الربيع، وحذيفة بن اليمان، وعبدالله بن سعد بن أبي السرح، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل.
في حين انضمّت المجموعة الثالثة إلى كتّاب الوحي بعد عقد صلح الحديبيّة ومن هؤلاء خالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وأبو سفيان بن حرب، ويزيد بن أبي سفيان، والعباس بن عبد المطلب، وعبد الله بن الأرقم، وحويطب بن عبد العزى، وجهم بن الصلت، وجهم بن سعد، والمغيرة بن شعبة، العلاء الحضرمي، وشرحبيل بن حسنة.
وقد كان كتّاب الوحي يتميّزون بأنّهم من الثّقات الأذكياء، فلم يكن رسول الله ليترك هذه المهمّة لأي إنسان، فهي أمانة والأمانة صعبة وتحتاج إلى شخص يكون أهلاً لها ليحملها ويتولّى أمرها ومسؤوليتها.